نار وهدنه

ناار هدنه(الفصل الخامس والعشرون)

ناار هدنه(الفصل الخامس والعشرون)

كانت تمشي في الطريق كظلٍ فقد ملامح جسده، تتأرجح كصفحة ورق هشة في مهبّ ريحٍ عاطفية لا ترحم، كوردةٍ جفّ ماؤها قبل أن تتفتح. في عينيها انطفأ ضوء الطريق، وأطبق الشفق على الأفق ككفّ غريب يغلق نافذة الحلم.

كانت حلمًا شفيفًا هشّمته نظرات راحلة، وطفلةً ضئيلة كحجم موجة، أحاط بها الغرق من كل صوب، ولم تتعلم بعد كيف تعود إلى شاطئها، أو إلى نفسها.

هناك، في البعيد، كان نجمٌ يضيء أيامها، ثم احترق بصمت، تاركًا رمادًا يتساقط في قلبها. ولمّا جاء الفراق، أدركت أن الأمر لم يكن وداعًا له فقط، بل كان وداعًا لروحها التي رحلت في إثره.

لم يكن الخوف من الرحيل، بل من الفراغ الذي سيتسع في غيابه، فراغ يبتلع الأصوات والألوان، ويتركها وحيدة إلا من كلماتٍ تتأوه، وجراحٍ استقرت في حروفها كطيورٍ جريحة لا تجد سماءً.

ولو أنّ الفراق لم يقع، لكان بينهما الآن سطرٌ آخر… سطر لا يشبه هذا الوداع الموجع، ولا يشبهها وهي تتعلّم للمرة الأولى أن القلب حين يُكسر، يتعلّم لغة الصمت قبل أن يتعلّم النسيان….

في الحاره …

تشبث عمار بذراعي سلطان بكلتا يديه، كأنما يتشبث بطوق نجاة وسط دوامة هائجة، وانكسر صوته بالتوتر وهو يلهث: مش لاقيها يا سلطان… دورت عليها في كل ركن، قلبت البيت فوقاني تحتاني… ملهاش أثر!

تجمد سلطان كأنما أصابته صاعقة.
ارتعش قلبه بعنف… ليس خوفا فقط ، بل إحساسا مفاجئا بانهيار ما كان يظنه ثابتا…

اجتاحت صدره ريح عاتية، لا ترى ولكنها تنزع الطمأنينة من الجذور.
ترددت في ذهنه صورة ضي حين نطقت بتهديدها… لم تكن كلمات فحسب، بل وجع متكلم، ووعد بالرحيل اختبأ في نظرتها المرتعشة.

اندفع سلطان فجأة، كمن تخلى عن الوعي أو استبدله بغريزة الفقد، ركض نحو السيارة بعنف، يجر خلفه ذيول الانفجار،

وفي أعقابه لحق به عمار، وياسر، وعز، وراجح، يحاولون مواكبته، وفزع مرير يشتعل في صدورهم.
صاح عمار وهو يركض: طيب انت رايح فين بس؟! مش تفهمني !!”

استدار له سلطان، وعيناه كأنهما جمرة حارقة، وهدر بصوت غليظ متشبع بالوجع: متخفش… مش هرجع غير بيها.”

قبض عمار على ذراعه، كأنما يحاول منعه من السقوط في الجنون، وهتف برجاء متألم: لا… رجلي ع رجلك يا سلطان!! ضي حالتها كانت زي الزفت النهارده..”

فتح علي باب السيارة بقوة وهتف : وانا جاي معاك!”

أشار سلطان إليهم، والشرر يتطاير من عينيه، ثم هدر بأمر حاسم، مزج فيه الغضب بالعقل: بقلك ايه… هنروح كلنا مكان واحد؟!  لا!
كل واحد يطلع ع مكان ونكسب وقت.”

أومأ عمار بسرعة، والرعب ينهش ملامحه، ثم استدار نحو سيارته وصاح : أيوه صح! أنا هروح بيت المتر علام… يمكن هناك.”

وارتفع صوت علي وهو يغلق باب السياره خلفه، مبحوح مختنق: وأنا… هروح بيت عمي.”

صعد سلطان إلى سيارته كمن يركب جواده في ساحة حرب. لم ينتظر أحدًا، انطلق كالسهم، تشق هدير محركه عتمة الليل وصمت الطريق.

لم يكن وحده، إذ تبعه عز وعلي في سيارة أخرى، وخلفهم كان ياسر وعمار، كل منهم يطارد شيئًا، وكأنهم وحوش ضارية انطلقت من عرينها لا تعرف الرحمة ولا العودة.

في سيارة سلطان

أخرج هاتفه بعصبية، ضغط على الشاشة بعنف وكأنها من تسبب فيما يحدث. رفع الهاتف إلى أذنه وهتف بنبرة حادة تقطر قلقا: ضي راحت فين يا باشا؟”

جاءه الرد من الطرف الآخر هادئا، كأنه عكس كل ما في صدر سلطان من نار: في الفيلا عندك، كانت طالعة من الحارة وعنصر من الحراسة لمحها، وقف قدامها كأنه تاكسي وخدها وصلها الفيلا.”

أومأ سلطان برأسه دون أن يرد، فقط قال بصوت خافت:
تشكر يا ريس.”

أنهى المكالمة، ثم ضغط على دواسة البنزين بقوة جعلت السيارة تئن، وانطلق بأقصى ما يمكن، وكأن الطريق لا يكفيه.

داخل الفيلا،

حيث السكون يطبق على الجدران، جلست ضي في زاوية الغرفة، تضم قدميها إلى صدرها، كأنها تحتمي بنفسها من عاصفة لا ترى.

أسندت رأسها إلى الحائط خلفها، وكل جسدها يرتجف بصمت موجوع.

شهقتها الحادة شقت السكون، واخترقت الظلام الذي يغلف المكان، كما لو كانت صرخة من جوف قلبها، لا من صدرها فقط.

مدت يدها المرتجفة إلى صدرها، تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة، كأن الهواء نفسه يعاقبها. ثم غمغمت بصوت مخنوق بالبكاء:يا ريتني ما حبيتك… ولا عرفتك… أنا كنت مبسوطة… وعايشة مرتاحه … يا ريتني ما قـ

شهقت مرة أخرى، ووضعت يدها على فمها تمنع الكلمات من الخروج، تمنع قلبها من الاعتراف بما لا يجب. ثم همسة من بين دموعها، كأنها تتحدث إلى نفسها، أو الي الله: لا… يا رب… يا ريتني قبلته من زمان… هو اللي المفروض يندم… أنا… أنا اللي بوظت حياته من يوم ما دخلت فيها…”

سقط رأسها على ركبتيها، كأنها تستسلم لثقل الندم والخذلان، والليل من حولها شاهد أبكم لا يرحم.

في الخارج، توقفت سيارة سلطان أمام الفيلا باندفاع، وصفها بشكل عشوائي ،

لكنه لم يكن سلطان الهادئ الآن… كان رجلاً يجري نحو حدّه الأخير، يركض إلى ما تبقّى له من نفس، إلى من تهدئ نيرانه التي أكلته حيا.

ترجل منها بسرعة، واندفع إلى داخل الفيلا كمن يركض إلى روحه التائهة، إلى حياة لم يعد يحتمل الموت بعيدًا عنها، وصاح بصوت مجروح يهدر في جنبات المكان:
ضي! ضييييييي!!”

في الأعلى، قفزت ضي من فوق الفراش، قلبها سبقها نحو الباب، أسرعت إليه وأغلقته بإحكام، ثم تراجعت وهي تلهث، تحدق في الباب برعب لا توصفه الكلمات.

وفي اللحظة التالية، وصل هو… وصل كالإعصار. حاول فتح الباب بعنف وصاح من خلفه، صوته يقطر غضبا ولهفة: ضيييي! افتحي الباب… مش عايز أكسره!”

وضعت يدها على فمها تمنع شهقة الهلع، وغمغمت من خلف الباب بصوت يائس: امشي يا سلطان… أبوس إيدك… أنا مش هقدر أرجع الحارة واشوفك وانت بتتجوز…”

كلماتها اخترقت قلبه كسهم غادر، مزقت داخله، فغمغم بصوت مبحوح تكسره الدموع: لا يا ضي… أنا مش هتجوز… ولا عمري كنت ناوي… أنا عشان أتجوزك رميت نفسي في النار… ومش ندمان… ولو الزمن رجع بيا، هعمل كده تاني وتالت!”

اقتربت من الباب، ووضعت راحتها المرتجفة فوقه، وكأنها تلمس قلبه لا الخشب، ثم همسة بنحيب موجوع: سيبني يا سلطان… وارجع لحياتك… اتجوز بنت عمك… هي منك وتنفعك… إحنا عكس بعض… وحياتنا صعبة مع بعض…”

شعر بها خلف الباب، شعر بحرارة أنفاسها، بارتجاف كفيها، فوضع كفه هو الآخر، وهدر بنبرة تقاوم الانهيار: ضي… افتحي واسمعيني… شيلي الجنان ده من دماغك!”

أسندت ظهرها إلى الباب، وصرخت بوجع لم يشف:
ده مش جنان… دي الحقيقة! طلقني يا سلطان!”

وكأن تلك الكلمة كانت السكين الأخيرة… شعر سلطان بأن شيئا في داخله ينتزع، وقلبه يسلخ حيا، وروحه تشوي، قبض على مقبض الباب بعنف، جذبه بقوة حتى انخلع من مكانه.

صرخت ضي بفزع، وتراجعت سريعا، وجسدها يرتجف بهلع….

أما هو، فاندفع إلى الداخل كالعاصفة، عيناه كالجمر، نظر إليها كمن فقد عقله، وغمغم بنبرة أقرب إلى الزئير: عايزه تطلقي؟ يا بت البدري؟! مش كنا خلصني من الهري ده بقى!”

ارتعشت بين يديه، عيناها متسعتان من الخوف، وهمسة بصعوبة: أنا… أنا مش عايزه أكون عبء ف حياتك يا سلطان…”

ضحك ضحكة مكسورة، ضحكة يملأها القهر والخذلان، وغمغم بصوت مخنوق: عبء؟… انتي عبء؟!”

ثم… لأول مرة أمامها، انزلقت دموعه، نزلت حارة من عين رجل لا يبكي إلا إذا كسر قلبه حقا وغمغم :  بحبك من وانتي عندك اتناشر سنة… عارفة يعني إيه؟

أول مرة جيت مع عمار عندكم… أول ما شفتك حسيت إني شايف ملاك… حاجة حلوة أوي… شفافة… بخاف حتى ألمسها…”

نظرت إليه بذهول، وكأن الزمن عاد بها للخلف، أومأ برأسه واقترب، مد يده نحوها… لكنها تراجعت بخطوات مهزوزة وقالت: حتى لو كنت بتحبني من زمان… أنا… أنا ف الوقت البسيط ده… حبيتك بكل ذرة ف قلبي…

حبيتك أكتر من الدنيا كلها… ومكنتش متخيلة إني أهون عليك توجعني… وتجرحني كده…”

أطبق شفتيه بقهر، كأن الكلام يعذّبه، ثم انفجر بالدموع:
والله ما اقدر… قسم بالله كان غصب… بس تقي… تقي يا ضي…

ثم قالها بصوت مكسور كأنه ينطقها لأول مرة: اغتصبوها…”

شهقت ضي، ثم شهقت ثانية… وكأن أنفاسها تسحب منها، وعيناها تجمدتا في مكانهما، والرعب سكن جسدها.

رمش سلطان عندما رأى وجهها يشحب بسرعة، ورأى الحياة تهرب من نظرتها… فاندفع إليها، احتضنها قبل أن تنهار، سقط معها أرضا، وهو يدلك صدرها براحته: ضي! اهدي! خدي نفسك! اهدي يا قلبي… أنا مكنتش عايز أقولك… عشان كده والله…”

نظرت إليه بذهول مخلوط بحسرة: عشان كده… جدك طلب تتجوزها؟”

أومأ برأسه، وهمس: أيوه… وأنا كنت عارف إن راجح مستحيل يقبل يسيب تقي لغيره… بس استغليت إنهم مش هيقدروا يرفضوا… وشرطت عليهم أوقف تجارة السلاح… زي ما اتفقنا… عشانك يا ضي… وهم وافقوا غصب عنهم…”

تمسكت بكفه بقوة، وصاحت: هتوقف بجد يا سلطان؟!”

هز رأسه بثقة وهتف: هوقف… يا ضي عيني! أنا عارف إني قسيت عليكي… بس كان غصب عني… دي كانت الفرصة الوحيدة اللي أفرض فيها شروطي عليهم… وكنت متأكد إنهم هيقبلوا… وكنت عايز أعمل كده قبل ما راجح يرجع…”

ابتعدت عنه، وقفت وهي تصرخ بدموع: يعني لو مكنش رجع… كنت هتتجوزها؟!”

رفع رأسه، نظر إليها بعشق لم ينطفئ لحظة، وهمس:
لا يا ضي… أنا ظبطها على رجوع راجح… أنا مش خسيس… راجح صاحبي… وعارف إني كنت هدبحه بسكينة تلمه لو اتجوز تقي… حتى لو ع الورق…”

رفعت يدها إلى رأسها، ضغطت عليه، وصرخت بنحيبٍ يهز الجدران: طيب وأنا؟!… انت دبحتني!… وأنا شايفة الفرح… فرحك على واحدة تاني!”

نهض بسرعة، أمسك بها، وصاح بجنون العاشق: حاولت أفهمك… بس أنا عارف… الغيرة والعقل مش بيتقابلوا… حقك عليا… سامحيني… ورب العزة كان غصب عني…”

حاولت دفعه بوهن، وعيناها تتوسلان الخلاص، وخرج صوتها منهكا من فرط الألم :  سلطان… أنا تعبت… من يوم ما اتقابلنا واحنا الاتنين بنتعب بعض… ونوجع بعض.
أنا مش قادرة يا سلطان… مش قادرة أكمل كده
.

تمسك بها بقوة، كأنما يتمسك بروحه التي توشك على الانفلات، وتراجع بها حتى التصق جسدها بالجدار،

جحظت عيناه كأنما فقد عقله، وهتف بصوت هائج يقطر قهرا:  لأ… لأاااا… انتي بتاعتي… من وانتي طفلة… من وانتي بتلعبي في جنينة القصر ومفيش في دماغك غير العرايس… كنتي كل حياتي… كنتي حلمي الوحيد… كنتي أنضف حاجة في عمري!

رمشت بعينيها المرتجفة، وتسلل الذهول إلى ملامحها. فتحت فمها وكأنها تريد أن تنطق، لكنه عاجلها بهمسة تقطر وجعا: فاكرة؟… لما شفتي الفستان الأبيض في المجلة وقالك عمار إنه مش موجود ؟… وشفتيه بعدها في الدولاب؟
الفستان ده… مش كان عاجبك؟

أومأت برأسها ببطء وهمسة: آه… ولما شفته هنا  افتكرته… بس قلت يمكن صدفة.

اقترب منها أكثر، وأسند جبهته على جبينها، وهمس بنبرة خافتة كأنها ترتجف بين شفتيه:  لا يا ضي… مش صدفة.
أنا كنت شايفك… يومها كنتي قاعدة بتقري في أوضتك… وسبتي المجلة وخرجتي لما أبوكي دخل.

أنا دخلت من البلكونة، وبصيت أشوف إيه اللي شدك كده… إيه اللي خلى عيونك الحلوة تلمع بالشكل ده…
لقيت الفستان… قطعت الصفحة… وجبت الفستان … ومحافظ عليه من يومها.
يا ضي… سنتين وأنا شايله… سنتين يا ضي!

نظرت له بدهشة متسللة ببطء، ودموعها تنحدر فوق خديها في صمت مؤلم. تمتمت: يعني انت…!

أومأ برأسه، وصوته خرج متهدجا محملا بعشق دفين:  أنا…أنا بعشقك…مغرم بيكي من سنين طويلة…
كنت بتقلب على جمر وانتي بعيدة عني.

فاكرة يوم ما طلبتي من عمار يجيبلك رموش الست وسوشي، وقالك إني بعيد عن المطعم اللي بتحبيه؟

سمعت صوتك ف التليفون… وكنت زعلانة … حاولتي تخبي بس أنا حسيت…
رحت جبتهم بإيدي… وجيت بيهم لحد القصر… واديتهم للحرس وقلت لهم إن عمار بعتهم.

تجمدت أنفاسها في صدرها، وعيناها تحدق به وكأنها ترى للمرة الأولى من تحب. همسة، وصوتها بالكاد يسمع: سلطان…!

اقترب منها حتى التصق بها، وغمغم وهو يضع كفها على قلبه: سلطان… أيوه يا ضي… سلطان
اللي كان عقله بيغيب كل مرة يعرف إنك تعبانة، حتى لو بدور برد…

اللي أول مرة في حياته يتخطى حرمة بيت صاحبه عشان يشوفك… عشان يطمن عليكي …
عشان يكحل عينه بشوفتك!

كانت تحدق فيه، وفمها نصف مفتوح، وجسدها يرتعش، وملامحها مغرية حتى الهلاك… مغرية إلى حد أفقده السيطرة تمامًا….لم ينتظر.
لم يمنحها فرصة للتفكير… لم يطلب إذنا.

كانت تحدق فيه، وفمها نصف مفتوح، وجسدها يرتعش، وملامحها مغرية حتى الهلاك… مغرية إلى حد أفقده السيطرة تمامًا….لم ينتظر.
لم يمنحها فرصة للتفكير… لم يطلب إذنا.

وهبط على شفتيها بقبلة نارية، جمعت بين الندم والعشق، وبين الحنين والامتلاك… قبلة تنتمي إلى تلك القلوب التي لا تعرف نصف الطريق.

كان كمن انقض على ما يشتهيه بعد صبر مؤلم.
شدها إليه بعنف العاشق الموجوع، والتصقت أنفاسه بأنفاسها كإعصار لا يقاوم.

وحين التصق فمه بفمها، لم تكن قبلة…
بل صدام ناري، صرخة جوع، انفجار شوق ظل يكبت طويلا حتى انفجر فيها.

كانت القبلة ممزوجه باللطف، مملوءة بالاحتياج، عارية من التردد، تمتلئ بالرغبة.

أسنانه التقطت شفتها السفلى بحتياج ، ولسانه راح يعارك لسانها، يفرض سيطرته، يعبر بجنونه عما لا تجيده الكلمات.

حاولت أن تتنفس… أن تتراجع وهمسه : بحبك يا سلطان بس اهدي

لكنه لم يستطع… كان كعاصفة، وكانت هي في قلبها.
سحب شفتها السفلى بين شفتيه، وراح يلعقها ببطء،
ثم ارتد إلى العليا… يدور حولها بلسانه،
كأنه يتذوق لحما من نار.

انزلق الي عنقها بقبله فوضوية ، بلسانه لا بشفتيه فقط،
في كل جزء فيها… لعب، امتص، وذوبها حرفا حرفا..

حتى لم تعد تعرف إن كانت تتنفس… أم تذوب.
قبضت على ياقة قميصه تحاول التماسك أمام جموحه الطاغي …

وهي لم تعد قادرة على التمييز…هل تبكي؟هل تتنفس؟
أم أنها ماتت وقبلت معه موتا لذيذا؟
أغمضت عينيها وتركت نفسها باحضانه كما يشاء .. ضمها إليه بحنو متملك..

كانت أنفاسه تختلط بأنينها، كأنه فقد وعيه لحظة ضمها لصدره
كأن شيئا انفجر بداخله، انكسر قيده، وانفتح الجحيم…

في لحظه ، رفعها بين ذراعيه، عن الأرض، شد جسدها إلى صدره ولف ساقيها حول  خصره بانسيابٍ مذعور، كأنها تحتمي منه… به وهمسة: مش هقدر اوقف يا ضي السلطان ، 

كان صدره يعلو ويهبط كالوحش الجائع، أنفاسه تحترق، ونظرته تكاد تفتك بها.

لفت ذراعيها حول عنقه وسحبتها وهمسة : متوقفش يا سلطان !!

قبض علي عنقها وزمجر دون وعي : بعشقك يا ضي.. مش هسيبك الليله دي… حتي لو علي موتي !!

ثم اقتحم فمها كمن يبحث عن نفسه، قبلته كانت حنونة، وعاشقة…كانت افتراسا حقيقيا، جوعا بلا قرار،

تراجع بها حتي ارتطم ظهره في الجدار، ثم دار كالعاصفة، يتخبط بها من حائط إلى آخر، كأن الغرفة لا تكفيه، لا تحتويه،

كان يبتلع شهقتها بين أسنانه، وانينها الصغيرة تتحول لوقود يشعل نيرانه أكثر، وهي… لا تقاوم، لا تهرب،

بل تنغرس فيه كما ينغرس السهم في الجرح،
تتوسله أن يأخذ أكثر، أن ينهيها فيه، أن يبتلعها تمامًا.

مزق قميصها بعنف ورفعها علي الحائط والتهم نهدها كما يلتهم الغريق جرعته الأخيرة من الهواء،

كان يخرس المسافة، يلغى العقل، ويفرض سطوته العارية على كل ذرة فيها.

امتص حلمتها ؟ لا لم يمتصها بل، كانت حربا…
وكان المنتصر فيها، هو الجوع وغمغم : حلمتك صغيره اوي يا بت!!

شهقت وصرخت بلذه وهمسة : سلطان اهدي!! قليل الادب اوي؟

تحرك بها أنزلها ببطء، علي الفراش لكنه لم يتركها…
نزع ملابسه بسرعه ولهفه … وجثا فوقها …

التصق جبينه بجبينها، وعيونه تقرأ تفاصيل وجهها بجنون اقرب الي الهوس….قال بصوت مبحوح، مشقوق بنيران الرغبة : إنتي ليا…
فاهمة؟ ليا، بجسمك بروحك، بأنفاسك اللي مش عايزها تطلع من غيري… انتي حاسه بالنار اللي جويا المصلحه هينفجر ..

داست رأسها في صدره، كأنها تسلمه قيادها،
كأنها تذوب في حضنه، وتترك له حق الامتلاك وهمسة : أنا ليك، وانت ليا ..لوحدي !! فاهم لوحدي يا سلطان!!

نظر لها بحنان..وفي لحظة خاطفة، انقض عليها مزق شفتيها بأسنانه ثم
انزلق من شفتيها إلى عنقها، يلتهمها بنهم يكاد يفقدها وعيها وهمس : رد عليا.. قولي؟! حلو ؟ عاجبك ؟!
قولي يا بت؟!

اومات برأسها وهمسة بصعوبه : اااه! حلو اوي….

نهش عنقها وأسنانه تركت أثرها، ولسانه ارتسم كجمرة على بشرتها،
وهي تتلوى بين ذراعيه… لا هاربة، ولا مستسلمة،
بل عالقة في نيران لم تعد تريد النجاة منها.

مد يديه، وببطء مرعب، بدأ يسحب عنها باقي ملابسها برفق. وأصابعه ترتعش، لكنها ثابتة… وملحة.

كل قطعة قماش تسقط، كانت تشعل تحته بركان آخر،
وهي… كانت تنظر إليه بعينين تغرقان في الرهبة، والرغبة، والانتظار.

طبع قبلة طويلة أسفل عنقها ، ثم أخرى عند عظمة الترقوة، ثم انزلق إلى نهديها ، يلتهمه بأنفاس متقطعة،
كأنه يسترد حقا سلب منه طويلا.

ضمها إليه بعنف، جسده فوق جسدها،
كل انحناءة منه كانت تفرض حضورها داخله،
وكل شهقة منها كانت توقظ فيه ذئب لم يعرف النوم يوما.

همس عند أذنها، وصوته مختنق: خفت أموت قبل ما ألمسك كده…
خفت أعيش العمر قبل ما اعريكي من كل حاجة إلا الأمان.”

أغمضت عينيها، وذراعها تحاوط ظهره،
وهمسة بصوت بالكاد سمع : خدني… كلي يا سلطان “

وكأنه كان ينتظرها تنطق…ليرتكب بها كل ما اشتهاه.

كانت بين يديه، عارية إلا من رعشتها، انزلق بلسانه حتي وصل الي أنوثتها فرق ساقيها وحشر رأسه بينهم ضغط ع أنوثتها بقوة،

عضها برغبة، ثم سحب بظرها بين أسنانه،
حتي أطلقت صرخه مرتفعه صحبتها زفرةٍ دافئة: سلطان!! حاسه روحي بتطلع!!

رفع رأسه ونظر لها بنظرات ناريه وهمس: ولو مشبعتش منك الليله دي! روحنا احنا الاتنين هتطلع يا ضي عيني !!

انغمس بها مره اخري كان ينهشها دون أن يؤذيها…
كان شرس، عنيد، عنيف ،رجولي في كل مصه …

حتي ارتعش جسدها بين يديه وارتفع ظهرها من الفراش دون وعي.. وصرخت ضي صرخه شقت سكون الغرفه!!

نهض اخيرا وأطبق عليها بجسده…واقتحمها ببطيء متأني … شهقت وصرخت بلذه اقرب للألم ، ارتجف جسدها بعنف تحت وطأته،  والصرخة التي حاولت أن تطلقها… انحبست داخل فمه

لكن لم يتوقف… كان غائبا عن وعيه، مشدوها بما يشعر به من لذه لم يشعر بها من قبل ، ضغط عليها، وامسك رسغيها، ودفع رجولته فيها بعنف ..حتي سالت دماءها علي رجولته الثائر بداخلها وعلي الفراش ..

شعر سلطان بدفء دمائها… تنفس بعمق وهمس بأنفاس لاهثة: اهو دخل وجاب دم اخيرااا

قالت بصوت مكسور: سلطان… وجعني!”
لكن صوته طغى على صوتها: أنا اللي اتوجعت منك ألف مرة!”

قالتها ثانية، بصوت أعلى، مرتبك: استنى… يا سلطان، مش كده… مش قادره! بتوجعني اوي!!

لكنه فقد عقله وهو يلتهمها… لا يسمع، لا يرى، لا يدرك.
وزمجرا بعنف: اااااخ حلو النـ** فيكي اوي يا ضي السلطان… اااه اوي!! عجبك ز** يابت؟!

سالت الدموع من عينيها، وارتفع الأنين في الغرفة…
وشعرت أن جسدها صار ساحة حرب، وصدره، مكان الخلاص… صار سجنا وصاحت : الفاظك يا وقح!!

ضحك بعبث ،وشهقت بفزع عندما قلبها بين يديه .. ورفع خصرها… وجذبها إليه ..واقتحمها بشراسه كذئب جائع يلتهم فريسته …

ارتفع صوت صرخ ضي مع زفرات وزمجرات سلطان تراقص جسديهما بتناغم مهلك.. حتي سار صوت  احتكاك أجسادهم يملا الغرفه …

مر الوقت واخيرا  انتهى ..وقفز بداخلها بشرائها ، انزلق فوقها بجسده، لاهثا، مغمض العينين، كأنه بلغ راحته…وغمغم بصوت مبحوح : أنا مكنتش عايش يا ضي!!

انزلق ذراعيها علي الفراش وهمسة بوهن يشوبه الالم وغمغمت بدموع: انت متوحش يا سلطان!!

ضحك بعبث صاخب ومسح علي شعرها وقبل راسها وغمغم : لسه شوفتي توحش!! احنا لسه ف اول المباراة يا جناب الحلو!

هزت رأسها بالنفي وهمسة بصوت منهك ودموعها تقطر : لالالا.. أنا اعتزلت خلاص!!!

قلبها علي ظهرها ودنا منها واقترب من شفتيها وهمس بينهم وهو يلمس شفتيها : يعني بعد ما دوقتيني ودوقتك.. هتقدري تعتزلي؟!

أغمضت عينيها، وتنفست بحرارة، وانفرجت شفتيها برفق كأنها تسلم نفسها لرياح لا طاقة لها بمواجهتها…

هزت رأسها بالنفي، وفي داخلها ألف صراع، لكنها لم تتراجع.

نظر إليها وكأن روحه خرجت من عقالها…
نظرة جمعت بين الجوع والرغبة والسلطة… ونار من العشق اشتعلت حتى كادت تلتهمه.

ثم انقض… كمن يعلن الحرب دون سابق إنذار…
لا مقدمات… لا تمهيد…
شفتاه هاجمتا شفتيها بشراسة جائعة، كأنما يعلن في تلك القبلة امتلاكا لا يقبل الفكاك…

قبلة نارية… امتزج فيها وجعه بضعفه، وقوته بشغفه.

قطع اللحظة صوت الهاتف…
كان كصفعة على وجه لحظة مقدسة.
تراجع بوهن، يلهث بأنفاس متقطعة، وهمسة هي بلهفة وارتباك:  التليفون…

زفر من أنفه، كأنما يسب الحظ، وانحنى ليلتقط بنطاله عن الأرض.
سحب الهاتف، وما إن وقعت عيناه على الاسم فوق الشاشة حتى جحظت عيناه، وتمتم وهو يلهث: أحااا… نسيت عمار والرجالة!

نظرت له بدهشة، وهمسة بخفوت: ازاي؟!

أشار لها إشارة سريعة بالهدوء، ورد على الاتصال بأنفاس متلاحقة: أيوه يا عمار…

جاء صوت عمار قلقا، حادا: سلطان! ملقتش…

قاطعه سلطان بسرعة: لقيتها… لقيتها يا عمار، اطمن.

ساد الصمت للحظة، قبل أن يرد عمار بدهشة غاضبة:
استنى كده! إنت لقيتها… وبتنهج ليه إن شاء الله؟!
أوعى تكون لقيتها وبتتنيل وسايبني ألف حوالين نفسي؟!

عض سلطان شفته بعبث، وهمس مبتسما:  لا مش كده يا شقو…

انفجر صوت عمار غاضبا: إنت خليت فيها شقو ولا زفت؟
ده أنا هشوقك لما أشوفك!

أنهى المكالمة غاضبا، بينما ألقى سلطان الهاتف بعيدًا، ونظر إليها بعين ما زالت تشتعل.

مدت يدها تلمس صدره، وهمسة:  هو ماله عمار؟!

لكنه لم يمنحها وقتا.
دفعها على السرير كمن ضاق صدره بالصبر،
جثا فوقها، أنفاسه تتلاحق كوحش جريح،
وعيناه تتأملانها بجنون لم تره فيه من قبل…

نظراته كانت تلتهمها… كأنها الحلم الذي ظل يراوده عمرا، ولم يعد قادرا على تركه يهرب.

قبلها…
لا، بل التهمها كأنها قدمت له بعد حرمان لا يغتفر.
قبلة جائعة، هوجاء، لا تطلب إذنا ولا تطرق الباب…

قبلة تشق طريقها بعنف بين شفتيها، تربكها، تسقطها، تحطم آخر ما تبقى من تماسكها.

وسحبها من جديد ف جوله جديده أقوى… أعمق… أعنف. وكانت تلك الليلة… لم تكن بين رجل وامرأة.
بل كانت بين رغبة مسعورة… و جسد ضعف لنشوه ليس لها حدود
……………..

في الحارة…
داخل منزل الهواري…

تسللت إلى الغرفة بخطى بطيئة، وجلست هناك كجسد بلا روح…
كانت تقى تقبض على فستان زفافها كأنها تمسك بكفن لا بثوب فرح، عينها مثقلة بالدمع، وروحها غارقة في صمت موجع.

انزلقت دمعة ثقيلة على وجنتها، وما لبثت أن تبعتها سواقي الدموع…

وفجأة… تجمد الهواء في صدرها…تجمد الزمان، والمكان، وحتى دموعها لم تعد تعرف طريقها للنزول،
حين انفتح باب الغرفة…

ودلف راجح….وقف أمامها، عيناه تلمع بشغف لم تنطفئ نيرانه قط…

شهق شهقة مكتومة حين وقعت عيناه عليها،
كانت ترتدي فستان زفافها البسيط…
لكنها بدت له كملاك خرج للتو من نوره السماوي.

دلف إلى الداخل، وأغلق الباب خلفه ببطء.
وكان صوت اغلاق الباب وقع الضربة التي أيقظتها من شرودها.

قالت بصوت مرتجف، ودموعها تكافح الرجفة: إنت اتجننت؟ إيه اللي دخلك هنا؟! لو سلطان شافك… هيقتلك، أنا… أنا…

اقترب منها بخطى مشتعلة بالشوق،وعيناه تطوفان فوق ملامحها كمن يعود من موت طويل.

تراجعت…والدموع تنساب من عينيها بلا وعي، دون قرار.
وصاحت :  امشي يا راجح… خلاص، حكايتنا ماتت…
ماتت في اليوم اللي تقتلت فيه تقى اللي انت كنت تعرفها!

وقف أمامها كالسد، كدرع بشري لا يزاح،وغمغم بصوت أجش، محمل بالوجع والعناد:  طول ما راجح عايش… تبقى تقى عايشة.

هزت رأسها بقسوة، وصرخت بهستيريا:  إنت متعرفش اللي حصل!! امشي!! امشي مش عايزة أشوفك…
كل حاجة ماتت… اتقتلت بدم بارد… وأنا…

اندفع نحوها فجأة، قبض على ذراعيها بقوة، وهزها كمن يريد أن يوقظ قلبها قبل جسدها،
وصاح:  تقى!!! تقى إنتي لسه عايشة، إنتي دلوقتي مراتي… مرات راجح العتال… فاهمة؟!

تجمدت في مكانها كمن صعق، اتسعت عيناها ، وكادت أن تسقط من الذهول، خانتها ركبتاها، وأسندها هو برفق،
انزلق بها إلى الأرض، وجلس مقابلها، وقال بصوت متحشرج تتخلله الأنات:  اهدي… يا حبيبتي، أنا هفهمك…

حاولت دفعه بوهن وتيه،همسة بتلعثم: مرات مين؟!
إنت اتجننت؟ إحنا لو كنا صعب نتجوز زمان، دلوقتي… مستحييييل! سامع؟ مستحيييل!!

قبض على وجهها بين يديه، بلطف لم تعهده فيه،
وهزها برفق وقال بحنو حاسم:  مفيش مستحيل…
لازم تصدقي إنك دلوقتي مراتي.

صرخت بانكسار وغضب: لاااا!! مش هصدق!! أنا مش هتجوز! لا إنت ولا غيرك! أنا… هعيش استنى الموت،
لحد ما ربنا يرحمني من الهم ده!بين يديه، وصاح:  لااااا!! ارحمي نفسك… ارحميني يا تقى! أنا بحبك… وانتي عارفة… وا

لكنها قاطعته فجأة، ونظرت إليه بعينين فقئت منهما آخر بصيص للعقل، صرخت بكل قهر : آه!! إنت عايز تشمت فيا! عشان اللي كنت عايزه حصل!
اتكسرت أنا… واتكسر أبويا… واتكسرت عيلتي كلها!!
مبسوط كده؟! ارتااااحت؟!

وقف مذهولًا أمام كلماتها، كأنها تسلخه، عيناه اتسعتا بدهشة ممزوجة بالحزن،تمتم بصوت مبحوح: أنا يا تقى…
أشمت في مين؟!

رفعت إصبعها في وجهه، بتهديد منكسر، لكن فيه كبرياء لا يقهر، وصاحت بعناد: بس اوعى تفتكر إني هتكسر…
ولا إني هخليك تفرح فيا! لأ يا راجح، لأ… أنا هفضل تقى الهواري… رااااسي في يوم السما، فاهم؟!

أومأ برأسه، لكن الحزن أثقل عنقه، وكسر ظهر روحه.
لم يكن يرى تقى التي أحبها، كانت مجرد مسخ لفتاه كانت يوما تقي …
أخرى لا يعرفها… لكنه مسؤول عن جراحها.

أفاق من شروده على صوتها وهي تصرخ به بجنون: قوم من قدامي!! مش عايزة أشوفك!! ابعد عني وريحني من قرفك بقى!!!

رفع يده برجاء، كأنه يقول: اهدي…
ثم نهض بتثاقل، وكأن كل ذرة في جسده تقاوم،
لكنه لم يقو على التماسك، واصطدم ظهره بالجدار بعنف…

مدت تقى يدها نحوه بلا وعي، ثم تراجعت سريعا، وغطت وجهها بكلتي يديها، وانفجرت…
انفجرت في بكاء مرير، مكتوم، يحرق ولا يطفأ…

اقترب منها مجددا،
خرج صوته من بين لهاثه، مختنق، محمل بجمر الندم: حبيبتي…

وما إن لمسها… حتى انتفضت، صرخت برعب، وكأنها تحترق منه.

فلم يفعل سوى أن جذبها إلى صدره بقوة، عانقها كما لو كان يعانق حتفه، وقال بصوت موجوع، تنفجر فيه النيران: حقك عليا… يا حب عمري… حقك عليا يا بنت عمري…

لم تقاومه…بل ارتمت في صدره، وتمسكت به كالغريق،
وصوتها يخترق صدره بنشيج مرتجف، حاد، مؤلم:
آآآآآه يا وجعي…
……….
في أحد المستشفيات الكبرى،

وقف إبراهيم خلف زجاج العناية المركزة،
عينيه لا تفارقان الجسد الساكن خلف الجدار الشفاف…
روچيدا كانت هناك… ساكنة، صامتة، هامدة…

قبل ساعات فقط، كانت بين يديه، ترقص بخفة،
تضحك، وقلبها ينبض بالحياة…
والآن…
ها هي ممددة كزهرة ذابلة، لا حول لها ولا قوة.

شعر بنغزة حادة في قلبه، كأن شيئا يمزق بداخله.
كم هو هش هذا الجسد البشري… كم هي ضعيفة اللحظة…وقاسية الفجائع.

أفاق من شروده فجأة… لكزة خفيفة على منكبه أيقظته من تيه أفكاره، دار بجسده وقال تلقائيا: أي خدمة؟

كانت سيدة تبدو في أواخر الأربعينيات أو أوائل الخمسينات، وجهها مرهق، وعيناها مبللتان بالدموع.
قالت بصوت متهدج: إنت مين؟!

نظر إليها بتركيز، ثم أجاب برفق : أنا إبراهيم… صاحب روچيدا….وحضرتك؟

اقتربت من الزجاج، ورمقت ابنتها بنظرة ممزقة،
ثم صاحت بألم: أنا… ماما روچيدا… إيه اللي حصل؟!
مين اللي عمل كده في بنتي؟!!

رمقها إبراهيم بأسى، ثم رفع منكبيه بجهل حقيقي:
والله معرفهوش…بس قلت أوصافه في المحضر،
هو شاب طويل، أشقر، عيونه خضرا، وعنده دقن خفيفة.

جحظت عيناها برعب، وصرخت: مايكل؟!!

نظر لها بدهشة حقيقية: حضرتك تعرفيه؟!

هزت رأسها وهي تتنفس بصعوبة، وقالت: آه…
ده شاب كانت روچيدا بتخرج معاه من فترة…
بس انفصلت عنه من سنة،
وهو ما بطلش يلاحقها ويحاول يقرب منها.

أومأ إبراهيم رأسه ببطء، كأن الكلمات تخترق صدره:
أنا آسف… أنا كنت بعيد عنها، بس حاولت أنقذها…
بجد حاولت…

وفي تلك اللحظة، اقترب الطبيب المناوب بخطوات سريعة، وقال بنبرة جادة: إنتو أهلها؟

قفزا كلاهما نحوه، ولهفتهما تسبقهما… صاحت الأم:
أنا الماما… بنتي عاملة إيه؟!

وهتف إبراهيم: خير يا دكتور؟

ابتسم الطبيب ابتسامة خفيفة، وقال مطمئنًا: الحمد لله، حالتها استقرت… بس الجرح في رقبتها هيأثر على درجات صوتها لفترة،
ومع العلاج الطبيعي والصبر إن شاء الله ترجع أحسن من الأول….عن إذنكم…

تركهم الطبيب،
وجلست الأم على أقرب مقعد وهي تتنفس الصعداء،
تمتمت من قلبها: Thank God

اقترب منها إبراهيم،وربت على منكبها برفق:الحمد لله…
إن شاء الله هتقوم بالسلامة.

نظرت له والدموع تنحدر ببطء على وجنتيها،
ثم همسة بصوت حاسم: عايزة أنهي كل الإجراءات…
ونسافر بأقرب وقت…لازم آخد روچيدا على مستشفى في أمريكا.

قطب إبراهيم حاجبيه بدهشة: طيب ليه؟ دي واحدة من أحسن المستشفيات، وروجيدا هتبقى كويسة إن شاء الله…

جلس إلى جوارها، وقال متسائلًا: حضرتك خلصتي شغلك هنا؟

هزت رأسها نفيا: لأ…

قال بهدوء: خلاص… كملي شغلك،وتكون روچيدا خفت في الوقت ده.

أومأت برأسها، وكأن لا حيلة لها، ثم تمتمت بالإنجليزية:
– How stubborn you are, Rojda…
“كم أنتي عنيدة يا روچيدا…”

هز إبراهيم رأسه وابتسم رغم ثقل اللحظة،
وهمس كأنه يتحدث إلى نفسه: أوي…

…………
في صباح اليوم التالي،
في الحاره
كان الهدوء ما يزال يسكن أزقة الحارة، قبل أن تعكر صفوه الأصوات المتلاحقة القادمة من محل نوسة.
خرج علي من الغرفة الداخلية بخطوات ثابتة، وهتف بلهجة الظفر: أنا جردت الخزنة يا…

لكن كلماته انقطعت فجأة.
تجمد في مكانه حين رأى شابا طويل القامة، أسمر اللون، أصلع الرأس، يقف قبالة نوسة،

كانت ملامح نوسة مضطربة، مشحونة بضيق واضح،
أما الشاب، فقد كان يتحدث بنبرة تحمل من الحنق والغيرة أكثر مما تحمل من رجاء أو عتاب: ايه ده خلاص؟! شغلتي عندك محاسب جديد؟!استغنيتي عني كده بالساهل؟!

حاولت نوسة سحب ذراعها من قبضته، ورفعت حاجبها بحنق، شهقت: جرى إيه يا شلبي؟! سيب دراعي يا أخويا… اصطبحنا على الصبح، وانت مالك أصلاً؟!

اقترب علي بهدوء خطير، وجذب نوسة من ذراعها،
ثم قال بنبرة باردة تكشف عن نوايا مشتعلة: أيوه…
أنا محاسب، وهحاسبك على إنك مسكت دراعها.

ولم يمهله لحظة، أنهى جملته بلكمة مفاجئة وقوية أطاحت بـ شلبي أرضا….شهقت نوسة بسعادة طفولية،
وكادت تزغرد من فرحتها، لكن علي أدركها في اللحظة المناسبة، كتم فمها بيده، وهتف : بس يا بت! هو فرح؟!

هزّت رأسها بسعادة،وهمسة بصوت مكتوم من تحت يده:
امممم…

لكن اللحظة انقطعت بقوة حادة،
حين ارتطمت مزهرية ثقيلة برأس علي فجأة.

كان شلبي قد نهض، وهاجم بعنف وهدر: إنت هتعملي سبع رجالة في بعض، بروح أمك؟!

صرخت نوسة برعب، واندفع علي رغم الألم ناحية نوسة لحمايتها،وهو يتألم ويترنح، ثم زأرت نوسة، غاضبة:
يا ابن الكلب! جاك كسر إيدك يا بعيد!

وضع علي يده على رأسه، ثم نظر إلى شلبي بعينين تشتعلان بجنون الغضب، وهدد بصوت خرج من أعماق الجحيم: روح أمي… دانا هطلع تلاته من ميتين أمك.

ثم اندفع، وقبض على سترته، سحبه بعنف،
وضربه بمقدمة رأسه مرات متتالية،
حتى سقط شلبي أرضا والدماء تسيل من أنفه.

صرخت نوسة بسعادة، صفقت بحرارة كأنها تشاهد مشهدا بطوليا: الله عليك يا عليو! يا جاااااامد!

قال علي بحنق وهو يلتقط أنفاسه: ولا يا سلااااامةااا!

فما إن نطق، حتى دخل سلامة من الخارج،
نظر حوله بدهشة: خير يا متر؟

أشار علي إلى جسد شلبي الملقى على الأرض،
ثم أمره: خد ده… ارميه في أي داهية.

أومأ سلامة رأسه، وسحب شلبي من ذراعه، وغمغم:
تعال يا سي شلبي… تعال…

هدأت الأجواء، واقتربت نوسة من علي، وضعت يدها على رأسه برفق، وهمسة والدموع تلمع في عينيها: سلمتك يا حبيبي…

نظر لها بدهشة: انتي… بتتحولي يا نوسة؟!

ابتسمت من بين دموعها بخجل وهمسة : معاك بس…

قبض على يدها، قبلها بحنان، ثم همس بصوت أجش:
وأنا بحبك كده… أوي…

سحرته لمعة عينيها، شيء ما فيها كان يسحب عقله…
يذيب قلبه…

اقترب منها، كأن عقله انفصل عن جسده،
ثم طبع على شفتيها قبلة ناعمة مفاجئة.

شهقت نوسة برعب، ثم دفعته بعنف، وهمسة:
يا مجنون… إحنا في المحل!

ضحك علي بصخب، ثم اقترب منها وهمس: هتجوزك،
ولا هيفرق معايا، إن شاء الله في الشارع!

شهقت وهي ترمش بذهول: يلهوي! إنت طلعت قليل الأدب بقى؟!

ابتسم بعبث، وغمزها: مش أوي يعني…

هزت رأسها بالنفي بدهشة، ثم تحركت خلف المكتب، وهمسة بسخرية: المصيبة… مش باين عليك!

تحرك هو أيضا، جلس بجوارها، وقال بفضول: بتقولي إيه؟!

رفعت منكبيها وقالت بخفة: مبقولش…
……………

كان المساء قد ألقى بظلاله على الحارة، مصابيحها الخافتة تلقي نورا باهتا على الأرصفة المتربة، والأصوات تتناثر من هنا وهناك بين ضحكات أطفال وصوت الملاعق على الصحون.

في ركن هادئ من القهوة، جلس عز إلى جانب ياسر وعمار،
يعلو فوق رؤوسهم دخان الأرجيلة ويتلاشى في الهواء كأفكارهم المتشابكة.

سحب عز نفسا عميقا من الارجيلة، ثم قال وهو يغمغم بنبرة مرحة: إيه يا جدعان…مالكم قاعدين كأنكم في ميتم؟وشوشكم بايظة كده ليه؟!

رفع عمار عينيه إليه، وفي نظرته شرارة غيظ مكتوم:
أنا… أنا شايط من سلطان… بس… لما أشوفه.

قهقه عز ضاحكا وقال وهو يومئ برأسه: قلبك أبيض يا عم… أكيد ضي كانت زعلانة لما افتكرت إنه هيتجوز تقى، وأكيد كان بيصالحها.

قال ياسر وهو يهز رأسه بتأييد: بصراحة؟
أي واحدة مكانها كانت هتزعل، وهو أكيد كان بيهديها.

نظر إليهم عمار نظرة مشتعلة، ثم قال بحنق وهو يلوح بكفه: أنا ماقولتش حاجة… بس كان لازم يقولي،
يطمني، وبعدين…

انقطع حديثه فجأة، حين توقفت سيارة سوداء أمام المقهى بسرعة مرعبة.
أصدرت العجلات صوتا أقرب لصرخة مذبوحة فوق الأسفلت.
ترجل منها ثروت البدري بعنف .. مظهره فوضوي،

وصاح وهو يندفع نحوهم، يسبقه الرعب في كل خطوة:
عمار! الحقني! آية… اتخطفت!
وووووووووو

حبايب قلبي وحشتوني جدا اتنمني البارت يعجبكم ومش معني انو البارت هنا انو مشفش تعليقاتكم عليه
اعتبروا هنا بردك الواتباد بظبط وعيشوووو في التعليقات

وعد لو التفاعل فضل مظبوط كل يوم هيكون في بارت

دمتم بخير ي سكاكر قلبي 💋

ساحره القلم ساره احمد 🖋️

4 1187 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1.1K تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
حبيبه
حبيبه
12 أيام

تحفففففه

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  حبيبه

من ذوقك يا قمر ♥️♥️

ايمان
ايمان
12 أيام

أخيرا 💗💗💗

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  ايمان

♥️♥️♥️

ايمان
ايمان
12 أيام

ألف مبروك يا حبيبتي 💓

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  ايمان

الله يبارك فيكي يا قمر ♥️♥️

ايمان
ايمان
11 أيام
Reply to  ندي

قلبي يا ندوش ♥️

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  ايمان

♥️

Nada Elshwany
Nada Elshwany
12 أيام

رووووعه

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Nada Elshwany

حبيبتي ♥️

Nada Elshwany
Nada Elshwany
12 أيام

تحفه

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Nada Elshwany

تسلمي يا قمر ♥️

Nada Elshwany
Nada Elshwany
12 أيام

جمدان

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Nada Elshwany

من ذوقك يا قمر ♥️

Nada Elshwany
Nada Elshwany
12 أيام

عظمه

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Nada Elshwany

تسلمي يا روحي ♥️☺️

سما محمد
سما محمد
12 أيام

تحفهه اوى

ShimaaShimooo
ShimaaShimooo
12 أيام

حلو جدااا تسلم ايدك بجدد❤️❤️❤️

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  ShimaaShimooo

يسلم ذوقك يا قلبي ♥️

إيمان
إيمان
12 أيام

إيمان

سوما
سوما
12 أيام

كالعادة ياسارة سحلتينا معاهم في مشاعرهم

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  سوما

يسلم ذوقك يا قلبي ♥️

جنة
جنة
12 أيام

♥️♥️♥️روووووعه

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  جنة

يسلم ذوقك يا سكر ♥️

إيمان
إيمان
12 أيام

إيمي

Fatma
Fatma
12 أيام

تحفههه

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Fatma

تسلمي يا قمر ♥️

Hadia
Hadia
12 أيام

تحفه تسلم ايدك

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Hadia

حبيبتي يسلم ذوقك ♥️

Amal
Amal
12 أيام

روعه

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Amal

تسلمي يا قمر ♥️

Sally
Sally
12 أيام

تحفففففففه

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Sally

من ذوقك يا قلبي ♥️♥️

Mero ❤️
Mero ❤️
12 أيام

تحفة تسلم ايدك❤️❤️

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Mero ❤️

يسلم ذوقك يا قمر ♥️♥️

Habiba Khaled
Habiba Khaled
12 أيام

تحفه

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Habiba Khaled

يسلم ذوقك ♥️♥️

Habiba Khaled
Habiba Khaled
12 أيام

اي الجمال ده

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Habiba Khaled

يسلم ذوقك يا قمر ♥️♥️

Habiba Khaled
Habiba Khaled
12 أيام

😍😍😍😍

Fatma
Fatma
11 أيام
Reply to  Habiba Khaled

♥️♥️♥️♥️♥️

Habiba Khaled
Habiba Khaled
12 أيام

🌺فنانه ي سو

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Habiba Khaled

تسلمي يا روحي ♥️☺️

Habiba Khaled
Habiba Khaled
12 أيام

😘😘😘😘😘

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Habiba Khaled

♥️♥️♥️♥️

تحفه
تحفه
12 أيام

جميله

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  تحفه

حبيبتي يسلم ذوقك ♥️

سمسمه
سمسمه
12 أيام

💓💓💓💓💓💓💘💖💕💯💯💯💯💯💯💯💯💯💕💖💖♥️👌👌💘👌💓❣️💖💕💘👌💓👌💘💖💖💘👌💝 روعه🌹🌹🌹🌹

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  سمسمه

يسلم ذوقك يا قمر ♥️

Nada
Nada
12 أيام

تحفه❤️❤️

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Nada

تسلمي يا روحي ♥️

Nada
Nada
12 أيام

🤍 🤍 🤍

شيماء
شيماء
12 أيام

تحففففه اوووي

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  شيماء

حبيبتي تسلمي ♥️♥️

أولادي نعمه من الله
أولادي نعمه من الله
12 أيام

البارت روعه مبسوطه خلاص سلطان وضي بقوا واخدع

ندي
ندي
12 أيام

يسلم ذوقك يا قمر ♥️♥️

Nancy
Nancy
12 أيام

البارت تحفة تحفة كالعادة ❤️❤️🌹

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Nancy

تسلمي يا قمر ♥️♥️

Dede ali
Dede ali
12 أيام

تحفه بجد

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Dede ali

تسلمي يا روحي ♥️☺️

سمر
سمر
12 أيام

قمر اوووووووووي يا قلبي

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  سمر

يسلم ذوقك يا قلبي ♥️♥️

Nancy
Nancy
12 أيام

, موضوع روجيدا دا لسة مش قادره ارتاح ليه بصراحه حاسة وراها حوار كبير

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Nancy

هنشوف الأحداث الجايه 🔥🔥♥️

موني
موني
12 أيام

❤️❤️البارت جامد تسلم ايدك

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  موني

حبيبتي يسلم ذوقك ♥️♥️

بسبوسة
بسبوسة
12 أيام

تحفه

Last edited 12 أيام by بسبوسة
ندي
ندي
12 أيام
Reply to  بسبوسة

♥️♥️♥️♥️

بسبوسة
بسبوسة
12 أيام

جمدان

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  بسبوسة

تسلمي يا روحي ♥️

موني
موني
12 أيام

🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰

saso
saso
12 أيام

تحفههه ي سوسوو

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  saso

تسلمي يا قمر ♥️

Nancy
Nancy
12 أيام

طبعا مشهد ضي وسلطان تحفة اوووي 🌹❤️

ندي
ندي
12 أيام
Reply to  Nancy

♥️♥️♥️♥️♥️

Dina magdy
Dina magdy
12 أيام
Dina magdy
Dina magdy
12 أيام
Reply to  Dina magdy

تسلم ايدك

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  Dina magdy

تسلمي يا قمر ♥️

رحاب عادل
رحاب عادل
12 أيام

جماال

ندي
ندي
11 أيام

عيونك ي روحي ♥️☺️

Dina magdy
Dina magdy
12 أيام

حمدالله على سلامتك

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  Dina magdy

الله يسلمك يا روحي ♥️

Zezo
Zezo
12 أيام

تحفه تسلم ايدك

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  Zezo

حبيبتي يسلم ذوقك ♥️

Marwa elbhiry
Marwa elbhiry
12 أيام

البارت جميل جدا ♥️♥️

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  Marwa elbhiry

تسلمي يا قمر ♥️

Ibtihal
Ibtihal
12 أيام

كل ما نفرح نرجع نزعل
فرحنا بسلطان و ضيو رجعت اية اختفت

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  Ibtihal

الأحداث الجايه نار 🔥😘

Mimi
Mimi
12 أيام

البارت تحفه 🥰🥰

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  Mimi

تسلمي يا قمر ♥️

Aseel basam
Aseel basam
12 أيام

تسلم ايدك تحفة

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  Aseel basam

يسلم ذوقك يا سكر ♥️

دودو
دودو
12 أيام

جميل جدا

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  دودو

عيونك ي روحي ♥️

May
May
12 أيام

البارت يجنن

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  May

تسلمي يا قمر ♥️

نسر
نسر
12 أيام

البارت تحفه تسلم ايديك

ندي
ندي
11 أيام
Reply to  نسر

يسلم ذوقك يا قلبي ♥️