اصفاد العشق الهوس ( الفصل السادس والثلاثون)

عندما تحبك الحياة تهديك أنثى وليس (أمراً) وعندما تحبك (الانثى) تهديك الحياة
الانوثة……
لا ترتبط بعمر…. الأنثى هي الأنثى……
أنوثتها في احساسها… بهذه الانوثة و لو كانت مائه عام
الانوثة ؛
مشاعر و عطاء..واناقه و تفاصيل راقية ..
احساس لا يسقط… بتقدم الوقت ..
فكم من شابات عجائز الروح…
وكم من مقدمات من العمر..شابات الطله..
فالعمر رقم و الانوثة الاحساس
نظر لها بدهشة ثم نظر الي السلسله بعنف ومايل رأسه وتمتم: احنا هنفضل نلعب كتير ولا ايه ؟!
تمسكت به وهتفت: جلال أنا خايفه عليك اوي!! ده مجنون !
ضمها بقوه ..وقبلها على عنقها وقال: متخفيش يا حياتي ميعرفش يعمل معاية حاجه.. وانتي كمان لازم تكوني قويه !
نظر لها واردف بجديه: لازم تعرفي انك نقطة قوتي ..مش ضعفي !! ولازم تفضلي كده.. اوعي تتحولي لنقطة ضعفي يا زاد.. ويضربوني بيكي !!
هزت راسها بالنفي وغمغمت بدموع: انا قويه عشان انت ف ضهري، وسندي ، انت جبلي اللي عمره ما مال بيا يا جلال !!
اقترب منها وقبض ع شفتيها بجوع واشتياق ..وبدالته القبله بجنون وعشق مغلف بالأمان والطمأنينة…
فصل شفتيها وهمس: زاد حياتي!! عايزك ديما كده.. أشد ضهري بيكي.. وكله هيعدي! اهم حاجه نخرج من كل ده وأيدي ف ايدك… اوعي تفلتي مني يا حياتي! عشان باختصار هتبقي حياتي فلتت مني !!
ضمته بلهفه ولفت ذراعيها حول عنقه وهمسة: أنا بحبك اوي يا حبيبي.. بعشقك ..دلوقتي بس فهمت اني كنت بحبك من اول لحظه شفتك فيها !!
مسح ع شعرها بحنان وهمس في أذنها: من اول ما عيني وقعت عليكي عشقت النار الي ف عيونك ..دوبت ف لسانك الطويل ده !!
ضحكت بمرح وردت: بس بقا الله !
سحبها وفتح الباب ودلف وجد والده يجلس ف بهو الفيلا وهتف : اهلا اهلا بالعرسان ..
اقترب جلال وخلفه زاد وضم والده وغمغم: حمد الله على السلامه يا باشا !!
خرج من أحضانه وهتف : الله يسلمك يا حبيبي !
اقتربت زاد وضمته وقالت : حمد لله على السلامه يا بابا …
ضمها بحنو ، وقبلها اعلي راسها وهتف: الله يسلمك يا بنتي ! تعالوا يلا العشاء جاهز.. وانا كنت مستنيكم !!
تجمعا علي السفره وهتف جلال : يارب تكون السفريه كانت كويسه يا بابا؟!
اوما له وقال: الحمد الله كل تمام !!
نظر لهم واردف: وانتو عاملين ايه؟!
اوما جلال وهو يضع الطعام ف طبق زاد وهتف : كل زي الفل !! كلي يا قلبي …
اومات له وردت: حاضر…
دق هاتفه جلال وسحبه من جيبه وقال : حبيبي! عامله ايه ؟!
رد فريد بنزق : ولا حبيبي ولا بطيخ.. أنا مش عايز اعرفك تاني يالا !!
ضحك جلال وهتف: ليه يا دنجوان ؟!حصل ايه ؟!
عضت زاد ع شفتها بمرح.. وكتمت ضحكتها بصعوبه ..
وهدر فريد بغضب : يا سيدي.. أنا راجل بعشق مراتي وعايزها تبقي قدام عيني طول الوقت.. مش برتاح ولا اتكيف غير كده !!
مراتك ماله! تقفلي الكاميرا ليه؟! وكمان تقولي اطلع بره.. أنا بره اوضة نومي يا عـ**!!
نظر جلال الي زاد وهز رأسه بيأس وغمغم: قفلت الكاميرا وقولت اطلع بره ؟!
هزت راسها وهتفت: احنا كنا قاعدين بنات ف بعض.. عشان كده حطيت تيشيرت علي الكاميرا !!
هتف فريد بنزق : بنات ف بعض؟ لتكوني حاسبه نفسك مع البنات يا دكتوره !!دانتي بلوه متحركه !
هتف جلال بحنق : لا حاسب يا دنجوان!! أنا مراتي ست البنات!!
ضحكت زاد وهتفت: قولوا أعم البصر والبصيره ده ..
غمغم فريد بيأس : اقسم بالله يا حليوه انت ليك الجنه يا بني!! هاا وصلت صاحبك السخنه ؟!
اوما جلال برأسه وقال: حصل يا كبير !!
رد فريد بنزق: فهمتوا حدوده ؟! اخره تحت ..فوق خط احمر ..ولا اجي اكسرلكوا رجليكوا انتو الاتنين !!
ضحك جلال وهتف: ماهو مكنش ينفع أفهموا ..
احنا كنا خطفينوا .. بس متخفش أيهم راجل وجدع وبيفهم ف الاصوال متقلقش !!
رد فريد بحنق معترض : خااااا في ايه يا عـ ** ؟!
وانا هسيبه يدخل بيتي وانا مش عارف ايهم ابو الفضل دكتور العظام
ضحكت زاد وهتفت: متخفش يا سيدي عهد فهمتنا قايمة الممنوعات كلها !!
هتف فريد بنزق : ابلعي ريقك يا بت ..أنا مش طايقك !
علي العموم أنا لما اشوفكم لي تصرف تاني من غير سلام..
اغلق فريد الخط.. وغرقوا ف نوبة ضحك بصخب ..
وهتف جلال بحنق : اعمل فيكي ايه ؟! إيهم يشتكي منك من شويا.. وفريد دلوقتي ..يا ستي خليكي ف حالك ؟!
هتف والده: اشغلها انتي بحتت عيل.. وهي تبقي ف حاله ! ولا انت اتجوزت وخبت ولا ايه حكايتك ؟!
رفعت حاجبها وغمغمت: اتجوز وخاب ليه؟! هو قبل الجواز كان ازاي بقا؟!
غمغم والده : ايه ده.. وانا عكتها ولا ايه ؟!
هز جلال رأسه بيأس وغمغم: لا لسه يا باشا ..ف مصيبه تاني ممكن تلبسهاني ؟!
ضحك والده وغمغم: لا كفايه عليك كده الليله دي !!
نهض وقال : ع العموم لو انطردت تعال نامي عندي !!
رفع جلال حاجبه وتمتم: ابويا ده المفروض..
بيسلمني ويمشي ينام عادي جدا !!
نظرت له زاد بحنق اشاره له بيده وهتف: يلا اتخانقي مستنيه ايه ؟!
قبضت على سترته وسحبته إليها ..وقبلته بعمق..
رفع حاجبه بدهشه ولف ذراعيه حول خصرها وضمها إليه بشده.. وتعمق ف قبلتها…
استمرت القبله بجنون وكل منهم يلتهم الآخر بعنف.. سحقت شفتيه كأنها تمحو كل أثر لامرأة سبقتها إليه…
كانت قبلتها أقرب للانتقام… لعنة نثرتها على فمه ..
حتى لا ينسى طعمها أبدا….
نهشت أنفاسه بجنون تسحبها منه بلا هوادة…
تتوغل في فمه كأنها تسجل بصمتها داخله…
كأنها تريد أن تحرق كل ذاكرته السابقة ليصبح حاضرا لها وحدها …
نهضت معه وهو يسحبها ويلتهم شفتيها ولسانها وكل ما يطوله بشفتيه ..فهو لم يكن ليستطيع التراجع…
ليس وهو يتذوق هذا الجنون…
ليس وهو يشعر أن زاد بغيرتها، بعنفها ، بصخبها ،
تجره إلى حافة الإدمان ..حيث لا دواء ولا شفاء سوى طعم شفتيها….
وصل غرفتهم وهم لم يفصلوا قبلتهم.. اغلق الباب بقدمه وسحبها اليه… وفتح سحابة فستانها سحبه للاسفل…
وهي نزعت قميصه ..وسقطا معا على الفراش وكل منهم يلتهم ما يستطيع من الآخر …
انغمس بها واخترقها بتملك .. عالت أنفاسهم… واهات زاد تضيف مذاق خاص لليلتهم …واندماجهم وزمجراته تشعرها أنها الانثي التي استطاعت حفر عشقها ف قلبه وعلي جسده …
اختراقها وامتلكها.. وعندما امتلكها لم يكن امتلاك عاديا بل كان إقرار منه أن لا أحد بعدها ..ولا أحد قبلها …
دفع بداخلها بجنونه ومزيجا من العشق واللهفة …
كان يلتهمها وكأنها النجاة الوحيدة له وكأن امتلاكها ليس خيارا بل ضرورة للحياة…
وفي تلك اللحظة بين أنفاسه الساخنة ..وبين همساته العميقة التي حملت اسمه محفورا على شفتيها …
أدركت… أن لا امرأة ستعرف هذا الجنون غيرها ..
وأن لا أحد سيذوب فيه كما ذابت هي ….
وأن علاقتهما لم تكن مجرد عشق بل كانت هوسا لا ينسى ولا يكسر، ولا يشفي منه أحد ..
…………………………………….
صباحا في فيلا ابو الفضل ..
دلف حسين وخلفه سلوي وهتف بترحاب زائف : اهلا يا كامل باشا !
نهض كامل الصيرفي وغمغم : اهلا بيك يا باشا ده نورك ..
نظر الي سلوي بإعجاب ومد يده وسلم عليها وقبل يدها وغمغم: ونور سلوي هانم طبعا !!
اومات سلوي برأسها وقالت: النور نورك يا معالي الباشا
اتفضل استريح ..
اوما برأسه وجلس وهتف : أنا بجد معنديش وقت !
بس لما الهانم قلتلي انك وفقت اخيرا علي بيع اسهمك ف مستشفى ابو الفضل أنا مصدقتش !!
اوما حسين بحنق وهتف : أنا موافق بس علي شرط !!
اشاره بيده واردف: أوامرك يا باشا ..
نظر له ببرود حاد وغمغم : انت وأيهم مش هتبقوا شركاء !!
قطب حاجبه بدهشه وقال: امال ايه سعادتك؟! هو مش ايهم ليه أسهم في المستشفى؟!
هتفت سلوي بنزق : طبعا ليه نص الاسهم!! بس انت هتقلوا لتشيل لاشيل.. وانك مش بتحب الشراكه!!
مط شفته وغمغم : أنا فعلا مش بحب الشراكه !
بس انت عارف ابنك.. شخص حاد، وصعب ،وذكي وانا مش عايز اكسب عداوته !!
هتف حسين بحنق: انت خايف من ايهم يا كامل باشا ؟!
اوما له وقال: مش صح انك تستهون بخصمك !!
حتي لو كنت اقوي منه… واصلا ايهم خصم قوي ومش شطاره اكسب عداوته !!
اومات سلوي بغضب: انت ملكش دعوه .. وأيهم مش هيعرف دلوقتي! غير بعد نقل ملكيه الاسهم ..وهيكون فات الاوان أنه يتصرف !!
اشاره له حسين بيده وقال : احنا اصلا بنحاول نحميه.. ولما يرجع لعقله هنرجعله كل حاجه تاني!!
اوما لهم واردف: تمام يبقي اتفقنا نقدر نبدا ف الإجراءات القانونية !!
هتفت سلوي بفرحه : ياريت النهارده وبسرعه !
…………………
صباحا ف شاليه السخنه …
استيقظ أيهم على إحساس ناري يسري في عروقه.. إحساس يشبه النجاة بعد غرق طويل، يشبه العودة إلى الحياة بعد موت بطيء ..
يشبه أن يجد الإنسان نفسه بعدما ظن أنه ضاع للأبد.. كانت بين ذراعيه وجسدها مطبوع علي جسده بحمميه مطلقا …
ليس حلما .. ليس سرابا.. ليس كابوساً من تلك الكوابيس التي كانت تطارده ليالي طويلة توقظه مفزوعا يبحث عنها ..فلا يجد إلا فراغا يبتلعه …
لكن الان كانت هنا بجسدها المستكين بين أحضانه.. بأنفاسها المختلطة بأنفاسه.. بقلبها الذي ينبض فوق صدره.. وكأنهما كيان واحد لا يمكن فصلهما مرة أخرى…
لم يصدق!! لم يصدق حتى الآن أنها عادت إليه؟
أنها في حضنه!! أنها استسلمت له كليا..
بعد كل ذلك الفراق والجحيم الذي مزقهما معا…
كأن العذاب لم يكن عذابا حتى هذه اللحظة التي أدرك فيها كم كان ميتا دونها…
مرر يده علي ظهرها العاري بحذر بطىء ..وكأنه يخشي أن تكون مجرد خيال.. وسيختفي أن رمش بعينيه !!
اغمض عينيه وهمس : لا هي ف حضني بجد!!
اهدي وبلاش جنان ..البت جسمها مفرتك.. اهدي بقا !!
لحظات وشعر بها تضم نفسها باحضانه ..وتتكور أكثر بين ذراعيه ..كأنها تبحث عن ملاذها الوحيد …
شعر بها ساخنه نابضه بالحياه بين أحضانه ..
زفرا بحراره ولم يستطع المقاومه أكثر …
انقلب عليها بعنف ودفن وجهه في عنقها ..ونهش بشرتها بجنون وسحبها إليه كأنما يحاول التهامها بالكامل…
كأن جسده لم يعد يحتمل فكرة وجود أي فراغ بينهما حتى ولو بمقدار نفس واحد ..وهمس بحرقه ممزقا لكنه غارق ف العشق والتوسل.. ف الاحتياج المميت لها وحدها : متسبينيش تاني فاهمة!!
شهقت وهي تضمه لها بحنان ..لم تحاول الهرب ..ولم توقف شفتيه التي تحرق بشرتها بجنون.. ولا يده التي تعبث بجسده يشعل النار بها …
شعر بها ترتجف تحت جسده، لكنه لم يكن رجفان خوف كان شيئاً أعمق، أشرس ،نيران تجتاحهما معا!!
رفع وجهه ونظر لها وراي في عينيها الأنين ..رأى العذاب.. رأى اشتياقا أشد من جحيمه هو،
رأى روحها العارية أمامه مستسلمة متوسلة،راغبة فيه بقدر رغبته القاتلة بها…
نهش شفتيها بقبله قطع بها أنفاسها .. ذاب جسدها تحت لمسته.. لكزته بخفه وهي تسحب أنفاسها بصعوبه وهمسة بصوت مرتعش : مش هسيبك حتى لو هموت !!
انقطعت أنفاسه وضغط عليها بقوه وهمس: لو موتي هموت معاكي!
وضعت يدها ع فمه وهزت راسها بالنفي وهتفت : لا متجبش سيرة الموت ..
ايهم أنا عايزه اقلك أنا مكنش قصدي انتحر واسيبك ولا اكسرك !!
نظر لها وعينيه تموج بمشاعر بين عشق ،ووجع، وندم وغمغم : أنا كل ما افتكر منظرك وانتي بتموتي بين أيديه احس روحي بتتقطع وتخرج مني بالبطيء ..
ولما سافرت كنت عايز أحسسك بواحد علي عشر من الاحساس اللي حسيته ..يمكن تفوقي يا وتين !!
انزلقت دموعها علي جانب وجهها بالم وهمسة : فوقت يا حبيبي..فوقت لما حسيت اني روحي فرقتني !!
بس انت قسيت عليا اوي.. مش مصدقه انك سبتني كل ده ومخفتش عليا !!
ضمها إليه ورفعها بين أحضانه وهمس بدموع: غصب عني يا وتين قلبي.. أنا تعبت بعد ما سفرت ودخلت المستشفى و..
قطعته بذهول وصرخت بفزع وهي تضمه بجنون : ايه! يعني انت كنت ف المستشفى؟ وانا معرفش ليه يا ايهم؟! حرام عليك أنا بموت هنا وانت هناك !!
وضع يده على شفتيها وهمس بحنان يقطر من صوته : اشش!! اهدي ، احنا دلوقتي مع بعض ..واللي فات مات أنا عارف أن سلوي هي اللي وصلتك لكده !!
رمشت بعينيها ونظرت له بذهول ودموعها تنهمر على وجنتيها هز رأسه بتأكيد وقال : عارف كل حاجه.. بس ليه مقلتيش يا وتين ؟!ليه سكتي ؟؟
شهقت من بين كلماتها وهتفت : كنت عايزه اقلك بس انت مكنتش بتديني فرصه!! ولما شوفت الورقه اللي اتجننت وكتابتها ..حسيت وقتها اني مستحقش ابرر ولا حتي استحق حبك يا ايهم !!
ضمها بقوه وغمغم بحرقه : ده مفيش حد يستحق حبي غيرك يا عمري !!
وضعت يدها علي وجنتيه بضعف وهمسة: بحبك اووي يا روح وتين …
مسك يدها وقبل أصابعها واحد تلو الآخر وهمس : بعشقك يا وتين قلب إيهم !!
نظرت لها وشهقت بنزق ودفعته بقوه وهتفت : إيهم !!
تراجع للخلف وجلس بجانبها وهتف بدهشه : ف ايه يا بت ؟!
نظرت حولها وهي تبحث بعينيها نظر لها بدهشة وقال: يا قلبي بدوري علي ايه طيب؟
ابتسمت برقه وإشارة الي الصندوق الملقي أرضا بجانب الحائط وهتفت : الصندوق ده !!
نظر الي الصندوق بدهشه وغمغم: ماله يا صغنن؟!
رفعت منكبيه وغمغمت: فيه لعبه كنت عايزه العبها معاك !!
تذكر بالأمس عندما سحبها وحاصرها علي الحائط وسقط الصندوق من يدها.. وضحك بصخب وقال بعبث : طيب ما احنا بنلعب طول الليل من غير لعبه يا جنيتي !!
اقترب منها وهمس بعبث : دانا جبت الكاس امبارح !
قطب حاجبه وغمغم: ولا يكون لعبي معجبكيش يا قلبي؟!
سندت علي صدره وهمسة: ده بجنن يا حبيبي !!
اقترب من شفتيها وهمس: احيه يابت اخيرا نطفتي ..
التهم شفتيها بجوع واشتياق وسحبها اليه وضعت يدها ع صدره وهمسه: استني اللعبه برضو هتعجبك !!
هز رأسه وتمتم: حاضر عشان أنا راجل جدع برضو واحب العب ف مراتي !!
شهقت ولكزته وهتفت: ايه ده ؟!
ضحك بصخب وهتف: قصدي العب مع مراتي يا صغنن !!
ضحكت بمرح وقالت : طيب قوم بقا …
نهض وارتدي بكسره وتحرك جلب الصندوق وعاد وهو ينظر حوله وقال : هو الشاليه ده بتاع مين يا وتين ؟!
ضحكت بمرح وقالت: انت لسه فاكر تسال يا حبيبي !!
جلس بجانبها ووضع الصندوق وغمغم : أنا شفتك امبارح ونسيت اسمي اصلا كنت قنبله يا صغنن !!
ضحكت برقه وقالت : ده شاليه صاحب جلال اسمه فريد الصياد.. وزاد عرفتني علي مراته اسمها عهد!!
وهي صاحبه الفكره أننا نخطفك …
واستئذنت جوزها وهو وافق لما عرف انك صاحب جلال وسامح ومراد !!
رفع حاجبه بدهشه وغمغم: بقا كده يا صغنن اتفقتي معهم عليا ؟!
عضت شفتها بخجل وهمسة: أنا كنت مستعدي اعمل اي حاجه عشان ارجعك ليا.. مع انك انت اللي خطفتني ومسبتنيش ادلعك !!
ضحك بعبث وقال : انتي اللي جننتيني ومستنيه علي الباب !!
ضحكت برقه وقالت: اصلو فوق الدور الخاص بتاعهم!! ومكنش ينفع استناك تطلع ..عيب يا حبيبي!!
عهد موصياني وانا وعدتها… احنا نقدر نتحرك هنا براحتنا !!
هز رأسه بتفهم ..وفتح الصندوق وأخرج علبه قطيفه زرقاء وهتف : ايه العلبه دي يا قلبي ؟!
مسحت ع وجنته وهمسة: هديه عشانك يا حبيبي !!
نظر لها بحنان وقبلها ع شفتيها بقبله عميقه وهمس : قلب حبيبك انتي يا صغنن!!
فتح العلبه وأخرج إسوار من الفضه ومحفور عليها… “وتين قلب إيهم ” بخط الديواني
نظر الي الأسوار بعيون دامعه وتنفس بعمق وتمتم: حلوه زيك يا قلبي !!
نظرت له بدهشة وكورت وجهه بين يديها وهمسة بصوت مبحوح بقلق : ايه ده !! مالك يا روحي انت زعلت هي معجبتكش ولا ايه؟!
هز رأسه بالنفي وقبل يدها عدة قبل وغمغم : اول مره حد يفتكرني من غير ما يكون عايز مني مصلحه ..يفتكر إيهم بحب يا وتين !!
رمشت بعينيها تحاول استيعاب كلماته وهمسة : اول مره بجد؟!
هز رأسه وتمتم: بس انا مبسوط بكده انت اول مره ف حياته ف كل حاجه يا قلبي !!
ضمته بلهفه ودموعها تنزل ببطئ وتمتمت: أنا وأنت هنعمل عيله كبيره مليانه حب وحنان وهتكون باباي وجوزي وعمري كله …
دفن وجهه بين عنقها وامتصه بشغف ومال بها وهمس : طب منضيعش وقت بقا أنا عايز عيال كتير !!
انغمس بها بشغف وجنون وعشق مغلف بالحنان واللهفه والاشتياق الذي لا يقل بل يزداد !!
دفعته برفق وقالت : لا استني أنا عايزه اروح البحر !!
نظر لها وغمزها بعبث وغمغم : تصدقي تغير !!
سحب قميصه وأعطاه لها وقال : البسي ده ..هشوف حاجه !!
بدأت وتين ف ارتدي القميص الخاص بي ايهم..
وتحرك ايهم وارتدي بنطاله ..وفتح الشرفه وجد أمامه شاطيء خاص.. منعزل وجمال ساحر يسحر العيون…
اغمض عينيه وتنفس بعمق وكأنه اخيرا عاد إلي الحياه.. وعاد قلبه ينبض من جديد ..فتح عينيه عندما ضمته وتين من ظهره وارحت راسها علي ظهره وهمسة: حبيبي !!
دار لها وحملها بين أحضانه وهمس: عمري …
نزل بها الدرج وتحرك الي الشاطيء وغمزها بعبث وغمغم: بتعرفي تعومي يا جنيني؟!
هزت راسها بالنفي وردت ببساطه وثقه قاتله : لا، بس انت اكيد بتعرف يا ايهم !!
ضحك بمرح وقال: يعني مش خايفه ؟؟
هزت راسها بالنفي سريعا وهتفت : لا…. أنا عرفت وفهمت أنا ايه.. وجوزي مين !! وطول ما أنا ف حضنك.. وانتي ف ضهري مستحيل اخاف !!
ضحك بمرح والق بها ف الماء وسط ضحكتها التي اخترقت قلبه …ضمها إليه ورفعها علي سطح الماء …
ولف ساقيها حول خصره .. وهمس أمام شفتيها بصوت أجش مشتعل: المايه دافيه ولا أنا اللي مولع يا جنيتي ؟!
لفت ذراعيها حول عنقه والتصقت به وهمسة: أنا اللي حرانه اوي يا حبيبي !!
التهم عنقها وامتصه بعنف وسحب القميص وهمس : لالا الحراره ده غلط عليكي يا حبيبي ننزلها حالا !!
ضمها واحتك بها.. والتهم شفتيها بجوع ..واخترقها ببطء لذيذ .. جعلها تتمسك به وتغرز أظافرها في ظهره العضلي وهمسة: ااااه حرام كده !!
غمغم هو يلهث من فرط النشوه التي تلتهم جسده المتصلب و المشتعل : احاااا أنا براحه اوي اهو !!
ارجعت راسها للخلف وهي تشهق وتتلوي بدون وعي وصرخت من فرط النشوه والمتعه والشبق الذي يقطر منهما : لالالا…. ااااه!!! اوي ولا براحه برضو تجنن!!
قبض علي خصرها بحميميه.. ويده الاخري تقبض علي فخذها .. وهبط علي نهديها ولعقهم بنهب مجنون..
وهو يدفع بداخلها بعشق ..والبحر يحضنهما ويشهد علي التحام أرواحهم قبل أجسادهم المنصهره بلهيب عشقهم الناري …
……………………………
في رحاب الأزهر الشريف، تحت قبابه العتيقة، وفي ظلال التاريخ واليقين، كانت ميرا تقف تتوسط زاد وغرام، متوشحة حجابها البسيط بلون الهدوء، تتمايل أطرافه على كتفيها كأنها أول مرة ترتدي شيئًا يشبه الطمأنينة.
مدت زاد يدها تعدل طيات الحجاب برقة ، ثم ابتسمت وعيناها تغرورقان بالدموع وهمسة بنبرة اختلط فيها الحب بالفخر:جميله اوي يا قلبي … كانك اتولدتي مسلمه …
رمشت ميرا بأهدابها، تحاول صد الدموع المتأهبة على حدود عينيها، بينما ارتجف جسدها رجفة خفية، أشبه بصقيع داخلي يذوب، وقالت بصوت راجف: قلبي يترئش زاد مش قادر اتحمل
ضمتها زاد إلى صدرها بحنان، كمن يحتضن روحا ولدت للتو، وهمسة بنبرة ثابتة: لازم يترعش يا قلبي بس متخفيش احنا كلنا معاكي وحوليكي ده اجمل قرار في حياتك وعمرك ما هتندمي عليه …
ربتت غرام على ظهرها بلطف، وأضافت: النهارده يوم فاصل ف حياتك يا ميرا النهارده البدايه !!
هزت ميرا رأسها بعجز طفولي، ثم نظرت إليهما بعينين متوردتين وهمسة: أنا… أحبكم كتير
وفجأة، دخل سامح وخلفه مراد.
قال سامح بنبرة دافئة وهو ينظر إلى ميرا بعينين ملأهما الرجاء: جاهزة يا حبيبتي؟ الشيخ محمد عايز يتكلم معاكي
أومأت بخجل وارتباك، وتمسكت بطرف عباءة زاد وهمسة بصوت خافت : اه نعم…”
مد سامح يده إليها وقال: تعالي… متخفيش . أنتي في أأمن مكان على وجه الأرض….
أخذ يدها، وسارت جواره بخطوات مترددة، حتى وصلا إلى ساحة المسجد، حيث جلس الإمام، شيخ وقور، تغلف ملامحه وقار السنين ونور العلم.
نظر الإمام إلى سامح وابتسم بود صادق وقال : بارك الله فيك يا بني…
أومأ سامح باحترام: تسلم يا مولانا.
خفض الإمام بصره بأدب، وحدث ميرا بنبرة دافئة تقطر رحمة: عامله ايه يا ميرا؟
رفعت عينيها المترددتين إلى وجهه، ثم نظرت إلى سامح، الذي كان يتأملها بفخر عارم، وفاض قلبه عشقا وإجلالا، فأجابت بصوت متكسر: بخير… قليلا ..
ابتسم الإمام ابتسامة هادئة، وقال: قولي: الحمد لله يا ميرا.”
همسة وهي تخفض رأسها: الحمد لله… بخير قليلًا.”
قال الإمام بنبرة راضية وهو يلتفت إلى سامح:عملت اللي طلبت منك؟
تدخلت زاد وأجابت بثقة:ايوه يا مولانا، ميرا اغتسلت غسل كامل، وهي على طهارة زي ما أمرت !!
أومأ الإمام برأسه وقال: عظيم. تعالي يا ابنتي، قولي ورائي اشهد ان ..
تسارعت أنفاس ميرا، وبلعت لعابها بتوتر، ثم قالت بصوت يكاد يختفي:أشهد أن…
همس الإمام بلطف: لا إله إلا الله.”
كررتها ميرا بصوت مضطرب: لا إله إلا الله…”
قال: وأشهد أن محمدًا رسول الله.”
أجابت بصوت ارتجف معه جسدها: وأشهد أن محمدًا رسول الله…”
وفي تلك اللحظة…
كأنه الزمن توقف.
كأنه الحياة أزهرت دفعة واحدة في قلب ميرا.
شهقت أنفاسها الأولى كوليدة خرجت من ظلمة إلى نور، وانهمرت دموعها بلا مقاومة، دموعا تحمل كل ما دفنته في صدرها لسنوات.
دموع الطمأنينة، واليقين، والسلام الذي لا يشترى.
ارتفعت الزغاريد في المسجد، وصدحت قلوب من حولها بالتكبير والفرح.
اقترب سامح، ودموعه تسبق خطاه، قبل جبينها برهبة وعشق وفخر، وقال بصوت متهدج:مبروك يا ميرا… مبروك عليكي النور.
نظرت إليه ميرا بعينين تمتلئان بدهشة الأطفال، وهمسة:
شكرًا سامح… شكرًا أنك وصلتني إلى هنا.
كان قلبه يفيض بها… هو الذي رآها يومًا تائهة، مرتبكة، ممزقة بين حضارتين وروحين، وها هي اليوم تختار، لا خوفا ولا هروبا، بل حبا ويقينا.
كانت هذه اللحظة، لحظة إعلانها للإسلام، أعظم انتصار في حياة سامح، لا كدعوة… بل كحب قاد قلبا إلى الله.
وبينما عمت التهاني، والتفّ الأصدقاء حولهما بفرحة خالصة، اقترب جلال من سامح واحتضنه، وهتف بعينين صادقتين : مبروك يا صاحبي… كنت دايما قلبك نضيف، وربنا رزقك بواحدة قلبها زي الملاك.
رد سامح وهو يربت على ظهره:الحمد لله… أنا أسعد إنسان في الدنيا.
وهتف مراد وهو يضمه بمرح:الفرحة لايقه عليك صاحبي، صبرت… وربنا نولك أجمل حاجة..
ضحك سامح بخفة والدموع لا تزال عالقه علي جفنيه :
ربنا يريح قلبك يا مراد… ويرجعلك مراتك.
قال جلال بجدية مرحة:هترجع غصب عن اللي جابوها… أنا ما عنديش يا ما ارحميني!
ضحك جلال بتهكم واردف: يا بني لم لسانك احترم المكان اللي احنا فيه اكيد.. لسانك ده اللي طفشها ؟
ضحك مراد بمرح وغمغم: ابدا والله دانا كنت اموت ولا ازعلها هي اللي وش فقر !!
ضحكوا جميعا، بينما نادى الإمام : سامح، من وكيل العروس؟
اقترب والد جلال بهيبته، ورفع بطاقته قائلًا بثقة: أنا… هكون وكيلها.”
بدأت مراسم كتب الكتاب، والمآذن تظللهم، وعبق التاريخ يبارك خطواتهم، وميرا تجلس بجوار سامح، ترتجف، لا خوفا، بل فرحا غامرا لم تختبره يوما.
خفق قلب سامح بخفقات متسارعة، كأنه يود أن يطير بها إلى السماء، يصرخ للعالم أنه أخيرا… وجد الحب. والنقاء ف شخص واحد …
بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير.
كان دعاء الإمام نهاية البداية… وبداية الأبد.
……………………
مساء ف غرفة جلال ..
قطع تفكيره وعمله علي جهاز الكمبيوتر الخاص به رنين الهاتف سحبه وغمغم: معاك !!
برقت عينين سامح وغمغم: الحفله هتبدا يا حليوه !!
ابتسم جلال بجانب فمه ابتسامه بارده ونهض بخطوات خفيفه ونظر من الشرفه وغمغم : ياهلا بالرخيص!!
هتف مراد بمرح: ياخي الخـ** ده نفسه قصير اوي
مش كان يستنا نلعب سوا!!
ضحك جلال بتهكم واردف: اللعب مش هيخلص …
بس اللعبه دي لازم تخلص عشان زاد طرف فيها…
اوعدك اللعبه اللي جايه هتكون بعيد عنها نطولها علي ما اد ما نقدر !!
هتف سامح بحنق: أنا عايز اتجوز يا حبيبي… انا زهقت من اللعب بتاعكم ده !!
ضحك مراد وغمغم : انت عايز تلعب عروسه وعريس صح؟!
عض سامح شفته بغيظ وغمغم : لسانك عايز قطعه !!
ابتسم جلال بعبث وقال: فتح عينك يالا انت وهو مش وقته …
اغلق الهاتف وعاد الي الفراش وشعور بالخطر لازال ينخر في عقله… ينهش صدره….
مد يده ومررها على وجنتها بحذر كأنه يتأكد أنها هنا … أنها ليست وهما سيتلاشى بمجرد أن يلمسها…
شعر بها أنها امامهم وبين يديه… لكن القلق بداخله لم يهدي بل ازداد…
شيء ما سىء على وشك الحدوث وهو يشعر به
شارد ف تلك المره …
……………….فلاش باك …………….
ف الطائره العائده الي القاهره من اليونان ..
جالس جلال بجانبها وهو يشعر بتوترها بمنذ أن أقلعت الطائرة.. وهي شاردة أخذ نفسا عميقا.. ثم مد يده إلى يدها، أمسكها برفق
..فانتفضت قليلا و التفتت له ونظراتها متوترة متألمة …
همس لها بحنو : مالك يا زاد !
همسة برعشه خفيفه وكأنه لو انتظرت طويلا لن تستطيع إخباره : حسام كان عندي في البيت في اليونان !!
تشنجت عضلاته بحنق وزفرا بغضب حارق وغمغم : مسمهاش كان عندي!! اسمها اقتحم البيت من غير إذن …
أدركت زاد كم أثرت كلمتها فيه… لكنها لم تستطع إيقاف نفسها وتدفقت الكلمات منها كأنها سيل احتجز طويلا:
صحيت لقيته ف البيت … وانا لوحدي وملحقتش أعمل حاجة !!
لمعت عينيها بدموع لكنها لم تبكي واكملت :هددني يا جلال ..قال لي إنه لو ما طلبتش الطلاق، هيقتلك !!
شعرت بغضب جلال يزداد لكنها لم تستطع التوقف واكملت : كشف لي إنه هو اللي قتل عمي خليل ..وإنه كان بيراقبني طول الوقت …وأنا… أنا ما كنتش أعرف يا جلال!! ما كنتش أعرف أن مختار هو حسام !!
ارتجف جسدها ..وتسارعت أنفاسها برعب…
شعر بها جلال وكور وجهها بين يديه ..وحدق بها بعينين عاصفه غاضبه لكن ليس منها وهتف بثقه : بصيلي زاد!!
نظرت له بشفتين مرتعشه وأكمل جلال بحزم لين : أنا هنا.. وأنتي معايا خلاص!! حسام مش هيلمس شعرة منك ولا مني، ولا حتى هيحلم إنه يقرب تاني !!
اومات برأسها وملامحها مهتزه.. قبلها بعمق ع وجنتها وقال بصوت ثابت واثق بقوه لا تقبل التشكيك : أنا مش زعلانه عشان مقلتيش من الاول.. بس من هنا ورايح، أي حاجة تحصل، أي تفصيلة، لازم أعرفها فورا، مفهوم!!
اومات بتأكيد وردت: حاضر …
اقترب أكثر وهمس بحنو : إنتي مش لوحدك يا زاد… وما فيش حد هيهددك تاني طول ما أنا موجود !!
هز رأسه وتمتم: مش عايزك تخافي ابدا !
اومات بضعف وهمسة: ربنا يخليك ليا يا حبيبي !!
قبلها بعمق ع شفتيها وهمسة: ويخليكي ليا يا حياتي!!
…………..عوده …………….
سك أسنانه بقوه ..وهو يتفحص ملامحها ..ويطبع كل تفصيلة صغيره فيها داخل روحه، وعقلة ،وقلبه ،
كأنها قد تختفي في اي لحظة …
تحركت يديه لا إراديا وضمها إليه وشدها علي صدره بقوه تململت بنعاس لكنها لم تستيقظ…
شدد قبضته عليها وحبسها بين أحضانه كأنه يحميها من شئ هو فقط يراه… ربما يكون غير موجود الان …
لكنه هناك يقترب يزحف ببطء ف الظلام …
اسودت عينيه بلهيب قاسي وهمس ف أذنها بخفوت وكأنه يهدده بشكل مباشر : لو بس قرب منك او مجرد فكر فيكي ..هدبحه قبل ما ينفذ اللي في دماغه!!
تنهد بثقل وأغمض عينيه بتعب .. لكنه لم ينام بقي مستيقظ متيقظ يطوقها بذراعيه ..وقلبه يدق بجنون كأنما يعلن الحرب على شيء لا يزال في الخفاء …
…………………………….
عوده الي الشاليه
ضحك إيهم بشده علي وتين التي أوشكت على البكاء وهي تنظر إلي الورقه التي سحبتها وهتفت : لا أنا مش هعمل كده يا سافل !!
ضحك بمرح وغمزها بعبث وقال: اشمعنا أنا بعمل يا وتين؟! وبعدين متخفيش طعمه لذيذ اوي هيعجبك !!
القت عليها الوساده وهتفت : ايه ده!! يا قليل الادب ..
نظر له بحنق وتأفف بتصنع وغمغم : خلاص يا وتين واضح كده انك ارفانه مني براحتك يا قلبي خلاص !!
حاول النهوض فتمسكت به بدهشة وقالت بسرعه ولهفه : لالالا اارف ده ايه .. دانا بموت فيك !!
نظر لها بخبث واردف: بجد… طيب يلا !!
عضت شفتها بخجل وهمسة: كده علي طول !!
اقترب منها وهمس أمام شفتيها بصوت مثير : اي رايك اساعدك !!
اومات برأسها بالايجاب وهمسة: اااه …
وضع يده علي حمالة قميصها وانزله ببطء شديد .. واقترب منها والتهم شفتيها بقبله عميقه وكأنه يمتص منها الحياه …
مال بها وسحب قميصها والقي به أرضا.. وانزلق الي عنقها وامتصه بشغف وهمس: هخليكي متحسيش بنفسك بتعملي ايه !!
انزلق الي نهديها وعضهم بنهم وهو ينظر إلي عينيها بعبث.. وانزلق الي بطنها ولعق بشرتها بجنون وهي تتلوي تحت يديه …
انزلق الي أنوثتها وامتص كل نقطه بها بذهول من جماله الفاتن وهي تقبض على الفراش.. وتشهق بصوت يقطع الفراغ من حولهم… وجسدها يرتجف بشده.. غاص بعمق حتي صرخت بتوسل أن يتوقف… وهي تشعر بنار حارقه تسري بجسده …
رفع رأسه أخيرا ومسك يدها وسحبها اليه ودفع رجولته بفمها حتي حلقها وغمغم بصوت متحشرج بشهوه: مصي يا جنيه.. مصي جنك بمحن… أنا عايز محن بضمير !!
جحظت عينيها وشهقت وهي تحاول التملص منه.. ولكنه أحكم قبضته عليها وهمس : خلاص انت وصلتي هنا مفيش رجوع مصي !!
بدأت تستمتع بها تحت ذهولها من نفسها.. وبدأت تتجاوب معه ..وفتحت فمها أكثر.. ولعقته بلهفه …
جن جنونه وتصلب جسده وانهمر جسده يتصبب عرقا ودفع بداخل فمها أكثر وصرخ : احيه يابت احيه بالقوي !!!
مر وقت قصير ولم يستطع المقاومه ..والانتظار.. وسحبه من فمها ..وشدها من خصرها.. واعتلها بعنف واخترقها بتملك وهوس قاتل…
عالت أنفاسهم واهات وتين وصرخها ملا المكان ..
وأنين ايهم وزمجرته غطت عليها.. حتي أطلق حممه بداخلها بقوه وعنفوان…
صرخت بمتعه حارقه وعضت الوساده بعنف…
تنهد بحرقه ومسح علي شعره ارجعه للخلف والقي بجسده المتصلب عليها وهمس : احاا الجن لسه مشبعش يا جنيتي !!
فتحت عيونها بفزع وصاحت.. كتم صرختها بشفتيه وقبلها بعمق.. وهز رأسه بمرح لحظات وبدأت تتجاوب معه بجنون… أوقفه رنين الهاتف فصل شفتيه وهمس: يخربيت كده ؟!
لكزته بخفه وقالت: شوف مين طيب عايزه اخد نفسي !!
اوما لها واعتدال وسحب الهاتف وغمغم: عايز ايه يا زفت !!
لحظات وارتسم الجمود والغضب علي وجهه.. لم يكن غضب عادي بل كان عاصف مدمرا .. أشبه بإعصار اجتاح صدره.. فوضى عنيفة تحطمت في ضلوعه وهو يستوعب ما سمعه …
نظرت له وتين بدهشه وهمسة : مالك يا حبيبي ف ايه؟! ايه اللي حصل ؟؟
نظر له وانطلق الغضب ف جسده كحريق شب في هشيم وهدر : البسي بسرعه!! لازم ننزل القاهره دلوقتي …
………………………….
ف سياره ايهم
كان الليل حالك… لكنه لم يكن أكثر ظلامه من عينيه ..
كان يقود السيارة بجنون.. ويده مطبقة على المقود بقوة..
بعروقه نافرة وأنفاسه ثقيلة.. كأنه يحاول أن يكتم إعصار يفتك به من الداخل…
الطريق أمامه كان ضبابي رغم وضوحه لأنه لم يكن يرى سوى الغضب…
تململت وتين بجانبه وهي تشعر بكل ذرة في طاقته العاصفة .. كل حركة منه.. كانت تنضح بالغضب المكتوم،
كأنه بركان في لحظة انفجاره حاولت أن تتحدث أن تقول أي شيء، لكنه كان أسرع منها وخرج صوته غاضب متحشرجا بالم لا يوصف : باعوا الأسهم!
هدر بإحساس الخذلان يمزق قلبه وكأنه باعوه هو شخصيا : باعوا المستشفى اللي بنيتها من ولا حاجة!!
اللي سهرت فيها ليالي…. اللي كنت بشتغل فيها بزيادة… عشان تفضل أفضل مستشفى في البلد …باعوها من غير حتى ما يسألوني!!! من غير حتى ما يحاولوا يناقشوني….
اسرع بالسياره وكأنه لا يشعر بسرعتها وكأنه يعكس ما بداخله من نيران ..وضعت وتين يدها برفق على ذراعه، وشعرت بتصلبه بارتجافه الطفيف تحت أصابعها …
لكنها لم تتراجع وهتفت بحنو : أيهم اهدا بس.. هنتصرف أكيد في حل !!
ضحك بسخرية ضحكة بلا روح مجرد صوت جاف خرج منه ..ثم اختفى والتفت إليها بنظرة مشتعلة وعينيه تومضان بالخذلان والقهر وهتف : حل ايه؟! عارفه لو كان حد غريب.. كنت قلت معلش اللي ما يعرفك ما يتمنك…
بس دول أهلي !! أهلي يا وتين اللي مفروض يكونوا أكتر ناس واقفة في ضهري ..هم أول ناس خانوا كل حاجة تعبت فيها ..أنا نفسي اعرف بيعملوا كده ليه !! انا حتي بقف متكتف مش قادر انتقم منهم !!!
لم تجد ما تجيبه.. ولا تعلم كيف تخفف عنه ..وهو بهذا الانكسار المخفي تحت غضبه العاصف..
لكنها لم تصمت، لم تتركه يغرق وحده وقالت : طب فكر مين اشترى الأسهم ؟ إيه مصلحته ؟!
يمكن تقدر ترجعهم بأي طريقة!!
نظر أمامه تركيزه مشتت بين الغضب وبين تفكير مشتعل يحاول أن يجد مخرجا وقال : اللي اشتراهم مش هيسيبهم بسهولة!! أكيد عنده خطة .. أكيد كان حاطط عينه عليهم من البداية .. بس وجلال الله ما هسيب حقي!! ما ينفعش أسيب مكاني لحد غيري!!
أومأت برأسها وضغطت على يده بحنان وهي تحاول بث عقلانيتها في وسط نيران جنونه وقالت : ما حدش هيقدر ياخد مكانك يا أيهم… المستشفى اسمها مرتبط بيك.. بمهارتك.. بإبداعك .. الناس مش هتشوف غيرك وده في حد ذاته سلاح تقدر تستخدمه !!
جز علي فكيه بتفكير وكأن كلماتها حركت شئ بداخله لم يكن يراه وسط نيران ثورته وقال : إنتي عارفة إنك الوحيده اللي بتعرفي تهدي النار اللي جوايا..
بس مش دايما هقدر أهدا !! مش دلوقتي يا وتين أنا لازم أتصرف، ولازم أتصرف بسرعة…
تمسكت بيده بحنان وهتفت بثقه مطلقه : هنتصرف يا ايهم وهنرجع المستشفى أنا واثقه فيك!!
توقف بالسياره أمام الباب الداخلي للفيلا وترجل من السياره ووتين معه ودلف واغلق الباب وهتف : أنا لازم اروح المستشفى !!
تمسكت به وهتفت: استنا هتروح تعمل ايه ؟!هتتخانق ولا تمسك ف الراجل !!
غمغم بغضب اعمي : معرفش ..بس حتي اقتله بس يطلع من المستشفى بتاعتي !!
تمسكت به وهتفت بحكمه : لا انت مش هتعمل كده ..
احنا هنفكر ونلاقي حل من غير ما تودي نفسك ف داهيه يا قلبي !!
كور قبضته وهدر: أنا مش لاقي حل يا وتين !!
شاردت قليلا ونظرت له وهمسه: لا ف حل استنا …
تحركت الي غرفه النوم وهو يحدق بها .. وتحرك خلفها
واقف أمامها يحدق به بذهول ..وكأنه يرها لأول مرة.
هذه ليست الفتاة الهشة التي كانت ترتجف لمجرد مواجهة الحياة.. هذه ليست الفتاة التي كانت تختبئ خلفه كلما واجهته مشكلة…
هذه امرأة !!! امرأة قوية صلبه تحاربه الآن …ليحارب من أجل نفسه..
شعر بأنفاسه تحبس في صدره وهو يراقبها وهي تمسك الأوراق والمجوهرات وتتحدث بإصرار ناري ..
كأنها لم تكن الفتاة التي كان يخشى أن تسقط من لمسة ريح…
نظرت له بإصرار وهتفت : إحنا هنبيع الفيلا والشقة وهتبيع كل العربيات إلا واحدة.. والمجوهرات على الحساب اللي في البنك وهتشتري الأسهم تاني وبكده المستشفى كلها تبقى بتاعتك ؛
نزلت كلماتها عليه كالصاعقة ليست فقط بسبب ما تقوله، بل بسبب أنها فكرت… قررت ..واتخذت موقف سريع ..
شعر بضغط غريب داخل صدره ..مزيج مهلك من العشق والفخر.. والدهشة إحساس قاتل جعله يشعر وكأنه يراها لأول مرة بكل تفاصيلها الحقيقية…
هذه هي وتين قلبه لكنها لم تعد ضعيفة…
هذه هي الفتاة التي أعطاها قلبه، لكنه الآن يعلم يقينا أنه لم يكن مخطئا أبدا…
تنفس بعمق وهو يشعر بأن عينيه تلمعان رغم عنه، شيء بداخله اهتز ليس فقط بسبب حبها بل بسبب إحساسه بأنه نجح …
كل محاولاته لدفعها للامام لتعزيز قوتها، لتعريفها بقدرتها الحقيقية لم تذهب هباء !!
ها هي الآن أمامه تقف بثبات وسط العاصفة تمد له يدها لتسحبه من دوامة الغضب والخذلان…
اقترب منها ودموعه تقطر من عينيه وغمغم بصعوبه وكأن الكلمات تخونه… لكنه لم يكن بحاجه الي كلمات…
هو بحاجه أن يشعر بها بين ذراعيه ..أن يحتضنها بقوه أن يشعرها كم هو ممتن! كم هو عاشق! كم هو فخور بها حد الموت وغمغم : وتين إنتي مش فاهمة إنتي عملتي فيا إيه دلوقتي!!
قبضت على سترته بقوه وهمسة : بموت فيك يا احلي هديه ربنا بعتها لي!! انت السبب يا حبيبي ..انا اتولد علي ايدك انت.. انا وتين قلب ايهم …
……………………………..
ف فيلا جلال التهامي فجرا…
انسحب الليل ببطء تاركا خلفه سكونا ثقيلا يلف المكان…
هدأت الاصوات الا من صوت نسيم الفجر البارد يتسلل عبر ورق الاشجار …
كان الظلام يبتلع كل شىء ..حتي بدأت الظلال تتحرك عبر صور الفيلا العالي ف صمت قاتل …
تسلل رجال ملثمين واحد تلو الآخر يتحركون وينتشرون ف أرجاء الحديقه بخفه ذئاب مدربه.. وأسلحتهم موجهه..
وهم يترقبون اي حركه حتي وصلوا الي البوابه الداخليه وأشار أحدهم للآخرين وفتح الباب بحركه سريعه..
واقتحموا الفيلا.. ومنهم من اقتحم من الباب الخلفي..
وآخرون من النوافذ…
مرت دقائق فقد وكانت الفيلا مطوقه بالكامل..
مشطوا كل زاويه، وركن، واقتحموا كل الغرف بحركات مدروسه …
بهتت وجوههم وتبادلوا الهمسات ونظرات الاستفهام بينهم حتي صدح صوته الكريه : في ايه مالكم اتسمرتوا كده ليه ؟!
غمغم أحدهم بتوتر : مفيش حد، يا باشا الفيلا فاضية!!
قطب حسام حاجبيه وتحرك بسرعة عبر الممرات ونظر حوله بغضب متزايد. كان يعلم يقينا أن جلال هنا أنه لم يغادر!!
كيف إذن تحولت الفيلا إلى هذا الفراغ المخيف ..كيف اختفى الجميع بهذه الطريقة!!
التفت نحو أحد رجاله وهدر بغضب مكبوت: ازاي ده ؟!
انتو مش مرقبين الفيلا طول الليل ؟! طلعوا ازاي؟ وامتي؟ هم فين ؟!
أومأ الرجل بسرعة:أيوه يا باشا طول الليل مرقبينهم، ماخرجش حد!!
قبض حسام على سلاحه بقوة، قلبه بدأ يخفق بجنون، هناك شيء خاطئ.. خاطئ جدا وصاح : اقلبوا الفيلا عايزه كوم تراب فجروا القنابل ولو كانوا مستخبين ف اي حته ليطلعوا أو يموتوا كـ …
قطع جملته صوت هادئ واثق مشبع بالسخريه صدح من العدم من الظلام نفسه : لاااا طلعت اغبي كتير مما كنت اتوقع !!
تجمد حسام في مكانه ..شعر بقشعريرة باردة تزحف على عموده الفقري ..وقبل أن يتمكن من التقاط أنفاسه..
انطلقت الكارثة وانبعثت الاضواء ف المكان كالصواعق.. وظهر رجال جلال من زوايا الظلام.. بإعداد أضعاف عدد رجال حسام…
كانت وجوههم بارده.. عيونهم حاده كاشباح خرجوا للتوا من الجحيم ليحصدوا الأرواح …
وقعت الصدمه واكتشف حسام أنه محاصرا وقد دلف الي فخ جلال بقدميه ..لحظات وانطلقت أصوات الرصاص كالبرق ف الهواء وهتف سامح بصرامه وغلظه : سلاحكم يا بن انت وهو !!
تراجع الجميع للخلف والقوا أسلحتهم …
وصدح صوت جلال ساخرا اعلي الدرج وهو يشهر سلاحه وعينيه مسمرتان علي حسام : ايه رايك ف المفاجأة دي يا عمررري!! نورت بيتي يا حسام ولا مختار ولا اقولك الجوكر احسن !!
حدق به حسام بذهول كمن تلقي ضربه ساحقة علي رأسه ..رعشه طفيفه سرت بأصابعه وهو يقبض علي سلاحه وكأنه يتشبث بالأمل الاخير ..
ضحك جلال بسخريه ونزل الدرج بتهمكم وهو يتلاعب بسلاحه وهتف : طبعا مش هتصدقني لو قلتلك اني كاشفك من اول يوم.. انت خايب أوي ..شكلك لسه هاوي مش محترف !!
جحظت عينيه وشعر وكأن روحه قفزت من جسده للحظة… كيف؟! كيف كشفه؟! كان متخفيًا طوال هذا الوقت، كيف…؟!
مال جلال الي الامام ولم يمنحه فرصة ليسأل واكمل بصوت هادئ عابق بالثقة القاتلة:مش قادر تفتكر انت غلط في ايه؟! تعال بقى أقولك أول مرة كشفتك فيها كان امتي ؟؟
ثم انطلقت ذكريات الماضي أمام عيني حسام كالكابوس الذي لا يمكن الفرار منه…
فلاش باك
خرج جلال من مكتبه بوجه متجهم وعقله مشغول بكلمات زاد.. وقد اقتنع نوعا ما ببراءتها …
حتي توقف فجاء
وهو يري حسام علي بعد عدة أمتار يتحدث ف الهاتف بتركيز وغضب وترقب شديدا لمن حوله …
خط جلال عدة خطوات وهو يقطب حاجبه ويركز علي شفتي حسام بتركيز شديد ..وهم يتحركان بوضوح ضيق عينيه وهو يقرأ شفتيه بخبره فائقة : لازم نخلص منها قبل ما يربطوا الخيوط ببعض !!
لم ترف له عين ولم يتحرك جسده فقط ثبت نظراته على حسام الذي أنهى مكالمته بسرعة وحشر الهاتف في جيبه واستدار ليغادر في تلك اللحظة .. مر بجانب جلال لكن جلال لم يمنحه أكثر من نظرة باردة.. وقاسية بملامح كالصخر دون أن يظهر أنه قد فهم كل شيء!!
زفرا جلال بغضب وعينيه تموج بغضب عارم وتحرك وعقله يعمل ف كل اتجاه بلا هوادة …
………..عوده …………
اقترب جلال منه بعينين تتوهج بالغضب وكأن تلك اللحظه تعاد أمامه من جديد حدق به حسام بصدمة خرساء ووجه شاحب ..
ابتسم جلال بشكل مخيف ومال نحوه وهتف باحتقار : من ساعتها من يوم ما كانت زاد ف النيابه ..وانت تحت عيني خطوه، خطوه ، وكنت دائما سابقك بخطوه لحد ما جبتك تحت رجلي ..بس محبتش افرمك تحت رجلي علي عماك !!
بلع حسام لعابه بصعوبه وتراجع خطوه إلي الوراء وهز رأسه بالنفي واردف بخبث : انت مصدق نفسك؟ طيب ازاي وانا كنت بروح لزاد ف اليونان ف البيت اللي ع البحر !! وانت مكمل عادي كده ايه مفيش نخوه !!
طيب مفيش دم ؟!
ضحك جلال بتهكم مشبع بالسخريه وغمغم : مشكلتك إنك فاكر نفسك أذكى واحد ف اللعبة!!
توقّف لحظة حك أنفه ونظر له بحدة قبل أن يضيف ببطء قاتل :بس أنا اللي كاتب قواعدها …
قبل أن يتمكن حسام من الرد ضحك جلال بصخب ومال نحوه قليلًا وهمس بنبرة خطيرة:عايز تعرف إمتى وقعت تاني تعال أقولك؟!
…………………فلاش باك ………………….
في حفله اليونان ..
شهقت زاد عندما سحبها جلال من ذراعها ووقف أمامها وحدق الي هذا الشخص وهتف : انت مين؟! وبتكلمها ليه ؟؟
نظر له مختار بدهشه ونهض وقال : ف ايه حضرتك!!
أنا لقيت الانسه لوحدها وهي مصريه وانا كمان قلت ..
قطعه جلال وهدر : متقلش!! وهي مش لوحدها ..
جوزها معها !!
تراجع للخلف خطوه وهتف: أنا آسف اوي.. مكنتش اعرف ومختش بالي من دبله ف أيدها !!
لكزه بعنف وهدر بغضب: مش مشكلتي.. ومش عايز اشوف وشك تاني ف مكان قريب منها !!
رفعت زاد حاجبها وغمغمت بذهول من رد فعل جلال العدائي وغمغمت : خلاص يا جلال.. الراجل معملش حاجه !
نظر له جلال بغضب شديد وهدر بدهشه : انتي شاربه ؟!
تراجعت للخلف وهتفت : لا.. ده درينك خفيف كده ؟!
قبض على يدها وسحبها خلفه الي الطاوله بغضب ودفعها الي الكرسي وهدر من بين فكيه : لو اتحركتي من مكانك تاني هزعلك يا زاد !!
جلست بحنق وغمغمت : يعني ايه؟! انت هتحدد كمان اقوم واقعد امتي ؟!
جلس جلال وهو ينظر له بحنق وتأفف.. ونظر الي مارد وسامح..
رفع جلال كأسه ببطء إلى شفتيه لكنه لم يشرب، فقط استغل الحركة ليتأمل الرجل أكثر، بينما عقله يربط الخيوط ببعض لم يكن هناك دليل قاطع بعد..
لكنه لم يكن بحاجة لدليل مباشر كان بحاجة لخطوة واحدة تثبت ظنونه!!
انهي مختار شرابه ووضع الكأس علي البار وغادر الحفله بخفه ..
لمح جلال لمراد بحركة صغيرة من رأسه وإشارة خفية.. فهمها مراد فورا .. فتقدم نحو الطاولة بخفة التقط الكأس بحذر ..وكأنه يعبث بها بلا اهتمام …
لكن يده كانت دقيقة، تحكمه خبرة السنوات في التعامل مع الأدلة…
بحركة سريعة اوما جلال إلى سامح وهمس له دون أن يحرك شفتيه كثيرا : اطلع وراه اوع يفلت منك !!
اوما سامح وتحرك بتجاه الباب بخطوات محسوبه …
………………عوده ……………
شهق حسام لا إرادة وجحظت عيناه بذهول وجلال يراقبه ببرود قاتل كأنه يستمتع برؤية انهياره التدريجي وهتف : إيه كنت فاكر محدش خد باله ؟!
ضحك بسخرية وأكمل بصوت متلاعب:لا يا صاحبي أنا كنت شايفك بس كنت مستنيك تغرق أكتر وأكتر !!
شعر حسام بقشعريرة رعب زحفت على عموده الفقري.. لكن جلال لم يكن قد انتهى بعد….
اقترب منه خطوة أخرى، وصوته ينخفض إلى نبرة أكثر خطورة.. ولكمه بقوه أطاح به أرضا :ولسه عندي لك مفاجآت تانية فاكر لما دخلت بيتي ف اليونان !!
………………فلاش باك ………………..
على بعد أمتار،كانت رباب مع قناصة متمركزة في أحد الأبنية المواجهة للمنزل وعيناها مثبتتان على حسام وأصبعها يلامس الزناد..
ومن خلال سماعة دقيقة في أذنها جاءها صوت حاسم منخفض لكنه يحمل قوة لا جدال فيها:لو قرب خطوة كمان فرتكي دماغه يا رباب !!
اومات رباب وهمسة : تمام …
زفرا جلال بحنق وهو يشاهد كل شيء عبر شاشة الهاتف بينما كان يقبض على جهاز الاتصال بيده حتى كاد يسحقه وكل عضلة في جسده متوترة..
تحرك جلال الي جهه اليسار واستقر كل منهم ف مكانه همس جلال بحذر: خلي بالك خطوه زياده انتي عارفه هتعملي ايه ؟!
…………….عوده ……………..
اقترب منه وهدر بفحيح: يعني متحاولش تتذاكي عشان كده كده هفعصك تحت رجلي !! وانت ف بيتي كان عيني ورصاصتي عليك.. ولو كنت غلط وحطيت صباعه عليها كنت هتدفع التمن حياتك الرخيصه …
انهاء جملته بلكمه قويه أطاحت به أرضا ..وجلال ينظر له بغضب يغلي في عروقه كبركان على وشك الانفجار..
اقترب ووقف فوق حسام وعيناه تشتعلان بجنون قاتل، ووجهه مظلل بظلال النيران التي تتراقص في عينيه وهدر : عارف أنا كنت سايبك ليه تتحرك براحتك؟ عشان أسيبك تحفر قبرك بإيدك!
زمجر بعنف وهو يوجه لكمة ساحقة إلى وجه حسام، جعلت الدماء تتناثر على البلاط الرخامي أسفلهم …
حاول حسام أن ينهض لكن جلال لم يمنحه الفرصة، بل أمسكه من ياقة قميصه ورفع جسده قليلا قبل أن يضربه مجددا في معدته بقوة كافية لإخراج الهواء من رئتيه…
صرخ حسام بصوت مكتوم لكنه رغم الألم حاول أن يتماسك.. وعيناه تلمعان بمكر خفي وغمغم : فاكر إنك كسرتني؟ انت مش عارف أنا مخطط لإيه ؟!
كاد جلال يرد لكنه فجأة سمع صوت طقطقة خافته وكأن شيئا ما تم تفعيله ..في لحظة واحدة لم يعد هناك وقت للتفكير…
انفجار مدو هز المكان ودفع بالجميع إلى فوضى الموت وارتفع الدخان في الأجواء وتحول المكان إلى ساحة حرب فجأة ووووووو
يتبع
ساحره القلم ساره احمد